اساليب وممارسات فنون التعذيب الوحشية , ومهارة القتل السادي بدم بارد بالجنون البشع , ليس وليد اليوم او البارحة , بل له جذور عميقة وكبيرة , في تاريخ العراق السياسي قديماً وحديثاً . وزاخر بالامثلة والصور المرعبة والبشعة في التفنن في مهارة صناعة القتل , في ممارساتها الرهيبة , التي تفوق وحشية الوحوش الهمجية , والتي تثير التقيؤ والتقزز والرعب والذعر , بان تجعل الضحية حقل تجريب لموت السادي البشع , ولا تعير اية اهمية الى القيمة الانسانية , في الغلو في ممارسات القتل والتطرف . لذلك فان داعش والمليشيات الطائفية المسلحة , ليست غريبة على الواقع العراقي الفعلي , بهذه الممارسات الخسيسة والدنيئة والمنحطة , في استخدام المواطن لعبة في تجريب الموت السادي . ولكن تضافرت العوامل والظروف , التي ساعدت داعش والمليشيات المسلحة , على الطفو على سطح الاحداث , وساعدت على تقوية نفوذ داعش بهذا الحجم الخطير , الذي بات يهدد مصير العراق والعراقيين بهذا التوسع الخطير , رغم ان الظاهرة الداعشية , هي صناعة المخابرات الدولية والاقليمية , في استغلال عناصر ورجال المخابرات الانظمة الفاسدة والطاغية , مثل العراق في تجنيد في داعش رجال المخابرات والامن وفدائيي صدام , في تشكيل قوام داعش المجرم , من اجل تدمير وتخريب العراق , بكل الصنوف الوحشية والتخريبية وسلوك اسلوب القتل والاجرام الوحشي , وكذلك تطوع في صفوف داعش , أولئك من يشعرون بالانحطاط والنقص في الشرف والاخلاق , وانعدام القيم الانسانية , ان هذه الشرائح من حثالات المجتمع الضالة والفاسدة , مؤهلة بان يكونوا ابشع وحشية من الوحوش السائبة بالهمجية الكاملة . ولكن يساعدهم في انتشارهم وتواجدهم وتوسع نفوذهم وتقوية عضد اجرامهم . هي العصبية الطائفية وسعير الكراهية والبغض , والشحن الطائفي لتأجيج النزعات والفتن والفرقة , لاشك ان تسلط الطائفية على المسرح السياسي , بان كل طرف يدعي بانه يسلك المسار الصحيح , والاخر على وهم وخرافة . وكذلك يلعب المسار السياسي قبة القبان في الترجيح الكفة من يظفر في الفوز في المشهد السياسي , فاذا ينحرف المسار السياسي بمعالمه ونهجه ومفاهيمه ومبادئه واسلوب تعامله , فاذا انحرف عن المسار الوطني والمصالح الوطنية , وانزلق نحو المصالح الضيقة والانانية والشخصية والفئوية الضيقة , عند ذلك يلعب التطرف وثقافة الطائفية المتزمتة , لتكون صدى لثقافة الارهاب والاجرام , التي تدعو الى الحقد والانتقام , وزرع الفتنة والفرقة , وصب الزيت على النار في الصراع الطائفي , بذلك تخنق او تزيل اية بادرة لحسن النوايا , بفتح قنوات الحوار والتشاور والتقارب والالتقاء بين الطوائف , لذلك ان مسؤولية قادة البلاد السياسيين حاسمة , في اختيار الطريق الذي يسلكه الوطن , انهم البوصلة والمعيار للسلوك والتعامل السياسي اليومي , ومواقفهم تجاه قضايا الوطن الحساسة , فاذا انحرفوا بالاتجاه المعاكس , فانهم يكونوا شجعوا على الانتقام الطائفي في تخريب البلاد . ومصيبة العراق الجديد , بان الفساد المالي والارهاب والاجرام صار وجهين لعملة واحدة , في الاجهاز على العراق , وتقوية نفوذ داعش , لتكون بهذا الغول الخطير , الذي يهدد مصير الوطن والعبث بارواح المواطنين الابرياء . ان داعش والعصابات الارهابية , تعتمد على العناصر المنحطة في الشرف والاخلاق, وحشرهم في ارتكاب جرائم وحشية رهيبة , ان هؤلاء الوحوش الضالة تربوا وتعلموا في مدارس الارهاب والجريمة . ولا يمكن السيطرة عليهم , إلا بسد كل النوافذ التي يتسللون منها. منها القضاء على الطائفية والفساد المالي , وانتهاج سياسة وطنية واضحة الرؤية بدون تخبط . لا شك ان الوعي والادراك والنضج والتعقل , يمهد الطريق الى عزلة هؤلاء الوحوش الاوغاد , ذوي العقول العفنة والنتنة
مقالات اخرى للكاتب