وسامراء يا وطنَ المعالي
تزاهتْ في مَرابعها الخوالي
وتاقتْ نحو إشراقٍ وسَعْدٍ
فشادتْ ما بحاضرةِ السؤالِ
فكانَ الكونُ صدّحا بهيجا
ودجلتُها برائعةِ الجمالِ
وعقلُ سبيلها معقولُ رأيٍّ
وقد سَمقتْ موازينُ العِقالِ
بحيرةُ أنسِها ذاتُ افتنانٍ
وأشعارٍ بآفاقِ الخيالِ
عِمارةُ فِكرها أفكارُ خلدٍ
وإمْعانٍ بقاهرةِ الزَيالِ
وفجرُ سُطوعِها وهّاجُ نورٍ
ونيرانٍ بساحاتِ القِتالِ
وأنسامٌ مِنَ الأمجادِ تأتي
بماجدةٍ وعاليةِ المِثالِ
بمعْتصمٍ ومتّكِلٍ وعِزّ
وتمّامٍ بغامرةِ الكَفالِ
ومِنْ سَلمى إذا عُشِقتْ بشِعرٍ
فصارتْ نبضَ مَحبوبِ النَوالِ
ألا لُوِيَتْ بها الأزمانُ حتّى
تلوّتْ في معانفةِ الأعالي
ودامتْ مثلَ حاديةِ ارْتقاءٍ
ومُنْطلقٍ لراعيةِ الوِصالِ
على سُحبٍ وساجعةٍ أجادتْ
بأنغامٍ وأشعارٍ عِسالِ
وراقصةٍ إذا ماستْ أذاقتْ
قلوبَ الحاضرينَ هَوى الْدلالِ
وما بَرحتْ بسامراء تحيا
أساطيرٌ مِنَ الزمنِ المُخالِ
كأنّ صَعيدَها بُرهانُ أبْهى
وأنّ سَبيلَها روحُ الكَمالِ
فعاشتْ قرنَها مِنْ دونِ نِصْفٍ
وعانتْ في متابعةِ التوالي
وقد بَقيتْ وما غابتْ وهانتْ
ويمضي سِفرُها صنوَ الجبالِ
أحبُّ مدينةً ذاتَ اتساقٍ
وإقدامٍ بميدانِ البَسالِ
فقلْ عاشتْ مكللةً بفخرٍ
وزاهيةً مكرّمةَ المآلِ
صباحُ الخير يا نبعَ انْسجامٍ
ومأثرةً بدائرةِ الدوالِ
مشعشعةٌ بأنوارٍ وفكرٍ
ومُطلقةٌ مُنيرات انْتهالِ
تحيةُ عاشقٍ أضناهُ شوقٌ
لسامرةٍ بداجيةِ الليالي
فلا تعتبْ على صَبٍّ مُعنّى
رأى سرّا برانيةِ الرسالِ