ربما البعض لم يسمع بكذا معركة ، لكنها موجودة في الواقع السياسي العراقي ، وهي لا تقل اهمية عن الحرب العالميتين الاولى والثانية من حيث عدد الضحايا التي سقطت في هذين الحربين بين قتيل وجريح ومعاق . انها معركة البصل والثوم التي لا تزال اوارها مشتعلة منذ القدم والى يومنا هذا من دون هوادة او كلل ، ولم يعجز الطرفان من شن الغارات على خصمه ، بكل ما اوتي من قوة ومن رباط الخيل . وربما يسأل سائل عن سبب اندلاع هذه الحرب التي اعتبرها البعض حرباً مفتعلة ، وربما كان المسبب الاول والأخير لها الولايات المتحدة الامريكية ! ، لان اميركا متهمة بكل شيء ، حتى لو تخاصم اربعة اشخاص في دارفور بالسودان ! او في الباب الشرقي في بغداد ! . اسباب المعركة الحقيقة هي ان الاثنين كل منهما يتهم الاخر بان رائحته كريه ، خصوصاً اذا ركب الذي تناول البصل او الثوم في سيارة ( الكيا) ، فأن الرائحة تصل الى سابع جار فتزكم انوف الغادي والرائح ! . ولذلك يروون حديث عن النبي ما معناه ان الذي يتناول البصل او الثوم لا يحبذه له دخول المسجد حتى لا يؤذي الاخرين او الملائكة (بحسب صحيح مسلم) . والآن المعركة متمثلة في بعض ساستنا الذين هم آخر صفقة تمخضت عن الانتخابات النيابية الاخيرة التي اختلط فيها الحابل بالنابل ، فكل واحد من هؤلاء الساسة يتهم الاخر بأنه سارق وكاذب ونصاب ويحمل ايديولوجيا مبنية على افكار طائفية اوصلت البلد الى ما وصل اليه الآن ، من تشتت وفساد اداري ومالي وضياع لحقوق المواطن الذي اوصلهم الى ما هم عليه الان ، في مكان لم يكونوا يحلمون به من ذي قبل . يخرج احدهم من على احدى الفضائيات ، فيروح يسب ويشتم الآخرين بلسان ساطع مبين ، عيانا ، وعلى مرأى ومسمع من المشاهدين بمختلف مشاربهم بين مؤيد ومعارض ، بين محب ومبغض ، بين غالي وقالي . والحقيقة أن جميع هؤلاء الساسة يستحقون ذلك ، لكن ليس من العقل والمنطق أن يتفوه سياسي بكذا كلام من خلال وسيلة اعلام يفترض انها محترمة وتحترم مشاهديها . المعركة هذه الثومية البصلية وصلت ، وللأسف ، للجمهور ايضا (الناس) فصرنا نسمع من بعض المواطنين المؤيدين للسياسي الفلاني يتبّصل ويتثّوم (نسبة للبصل والثوم ) بحق السياسي الفلاني وحاشى للبصل والثوم من كل ذلك ، لأن لهذين المادتين من فؤائد طبية لا يعلمها الا الله والراسخون في الطب . وفي هذه المعركة احتار المحللون السياسيون ، من هو الرابح ومن هو الخاسر ؟ تعددت الاسباب والرائحة واحدة
مقالات اخرى للكاتب