تعرفت على الاستاذ الدكتور قاسم حسين صالح في "جامعة الامام الباقر" واستمعت منه مباشرة الى عدة دروس فلسفية عام 2010 . وقد قرأت معظم ما كتب صالح، وانا اشد الاعجاب بأطروحاته وتحليلاته – النفسية والاجتماعية والسياسية- وتكونت لدي فكرة تأليف كتاب عنه اسلط فيه الضوء على كتاباته وآراءه، وعن محاضراته في العديد من الجامعات العراقية، وعن كونه ايضا صحفيا واعد بعض البرامج الاذاعية والتلفزيونية، وكتب المقالات السياسية والنفسية والاجتماعية في عدد من المجلات والصحف العراقية والعربية، وهو الى حين كتابة هذا المقال، يكتب وينشر معظم ما يكتبه في المواقع الالكترونية الرصينة.
وهنا لا أريد أن أعطي تعريفاً بالدكتور صالح، فهو: اولاً غني عن التعريف، وثانيا، اترك ذلك الى مقال آخر سوف انشره لا حقاً عنه.
والذي اثار انتباهي اكثر من سواه من كثرة الكتابات والتحليلات النفسية والسيكولوجية للدكتور صالح، مقال بعنوان:" الشعر الشعبي...مازوشيا ممتعة" وقد نشره في العشرين من تموز 2010 ، ويتحدث فيه عن الشعر الشعبي العراقي، وانه يحب هذا اللون من الادب، وانه كان ينظم القصيدة الشعبية والاغنية ايضاً، وذكر فيه انه قدم " في السبعينيات برنامجا إذاعيا عن الشعر الشعبي، وألّفت خمس أغان بأصوات مطربين معروفين".
وانا اعرف العديد من الادباء والاعلاميين ومن المفكرين العراقيين كانوا متأثرين بالشعر الشعبي بل كانوا شعراء شعبيين ولهم قصائد جميلة واغان لعدد من المطربين العراقيين، وقد تركوا هذا اللون من الادب، ولا اريد ان اذكر نموذج في هذا الصدد خوفاً أن اثير حساسية البعض، حتى ان صاحب هذا المقال قد كتب العديد من القصائد الشعبية والابوذيات والدارمي والموال الزهيري.
وقال الدكتور صالح في مقاله:" سنكتفي في هذه المقالة بالتقاط صفة مازوشية واحدة أشاعها الشعر الشعبي بين الناس فأقول: إنه لمن المعقول أن يتباهى الإنسان بما يملكه من مال أو أملاك أو أولاد أو جاه أو حظ ..أما أن نتباهى بأيّنا أكثر حزنا، فتلك بالتأكيد حالة مرضية".
والدكتور صالح في هذا المقال ينتقد اثارة الحزن اكثر مما يستوجب الحال، ويعتبر ذلك ما اسماه الحال المازوشية، وهو هنا يذمها على اعتبار انه من اساتذة علم النفس، وهم، اي اساتذة هذا العلم، لا يحمّلون الامور على علاتها بقدر ما فسرون الحالة النفسية الباطنية للإنسان، ومهما كان وضع وعلمية وحالة الانسان ومؤهلاته وعمله الحياتي، بل لهم نظرتهم الخاصة بما يتطلبه عملهم واختصاصهم.
وقد اختلف هنا مع الدكتور بذمه للحزن المفرط الذي يثيره الشاعر الشعبي، والسبب أن وضع الانسان العراقي مختلف جداً عن بقية المجتمعات العربية والاسلامية بسبب العامل السياسي. وقد اشار الدكتور هو نفسه في العديد من المقالات والتحليلات التي نشرها في بعض المواقع الالكترونية، خصوصا مقالته في حلقتين عن التاسع من نيسان 2003 ، وفي هتين المقالين تحليل علم النفس السياسي، وللحالة السياسية عامة لما مر به العراق من وضع مأساوي كانت ثماره ويلات وتدمير نفسية الانسان العراقي.
وكنت اتمنى على الدكتور صالح لو انه ذكر لنا اسماء تلك الاغنيات الخمسة التي الفها، واسماء من غناها من المطربين، لعلي ايضا متأثر بها وتثير الشجن والحزن لدي، لا الحزن الذي يفسره الدكتور صالح، بل اقصد الحزن الانساني الذي يثير المشاعر الجياشة.
مقالات اخرى للكاتب