يبدو ان العراقيين مهووسون بالسحل وبالتمثيل بالجثث، فلا نحتاج ان نغور بعيدا في التاريخ للتذكير بحوادث السحل، فقد سحلوا رئيس وزراء العهد الملكي نوري السعيد ومثلوا بجثته، وقبل سنتين امسك الجنود العراقيون بارهابي وحرقوا جثته وهم يرقصون حول جثته المحترقة ويهتفون بطريقة تذكرنا باكلة لحوم البشر في الافلام، وقبل ايام دعا كاتب فيسبوكي نشط الى ابادة كل اهل الموصل بالكيماوي بمنشور لاقى رواجا بعنوان: الموصل الكيمياوي هو الحل، وقبل يومين امسك الجيش العراقي بطفل (11 سنة) واعدموه رميا بالرصاص باحتفالية امام كاميرات الفيديو وحتما انهم سحلوه واحرقوا جثته.
وجاء دوري ليقوم احد محرضي الطائفية بسحلي في الفيسبوك بسبب منشور جاء فيه:
"كان العرب يستخدمون النساء لتشجيع المحاربين بالهوسات والهلاهل، ونساء حرب اليوم هم جماعات الفيسبوك".
وضع صاحب الصفحة هذا المنشور مع صورتي وانهالت الشتائم علي من كل حدب وصوب، ونال اسمي القدر الاوفر من الشتائم، وانا على يقين بأن المعلقين كانوا يتلذذون بالتفنن في شتمي وفي اتهامي بالارهاب ومناصرة داعش.
والمحير ان منشوري لا يتحدث عن جهة معينة فهو يعني كل الاطراف المتحاربة، ولكن اسمي اعطى لمنشوري صبغة طائفية لا مجال للشك فيها.
فماذا لو تواجدت في بغداد بين هؤلاء المعلقين؟ انا على يقين لسحلوني في الشوارع راقصين مهرجين بانهم امسكوا بداعشي.
ومن مهازل القدر ان قائد حملة السحل الفيسبوكي هو استاذ جامعي وعلماني كما يدعي.
لله درك يا عراق، فإلى اين تسير؟
مقالات اخرى للكاتب