يا لبؤسك بغداد حين تقعين فريسة بين همجية الارهاب وردح المسؤولين في ملهى ليلي رخيص رواده من المثقفين المخمورين بعرق بارات البتاوين وجاجيك شارع المتنبي.
لم اكن اصدق عيني وانا ارى نصب الحرية في شاشات التلفزيون والالوان الفسفورية تتراقص عليه كالاضواء على مدخل حفلة للكاولية.
قد نفهم ان اكوام الزبالة لا تثير حفيظة المثقفين المنتشين بخمر التحرير ولكن كيف يصمتون وهم يشاهدون نصب الحرية منتهكا بلباس المهرجين؟
لماذا لم يشكل المثقفون والفنانون لجنة تذهب الى امانة العاصمة لايقاف هذه الاهانة للفن والثقافة؟
انا ادعو ان تتشكل لجنة عالية المستوى من المثقفين تصاحبها حملة اعلامية مكثفة لتصبح قضية رأي عام، وان يطالبوا المسؤولين بازالة هذه الاضواء التي لا تتاسب مع نصب فني عظيم ومعلم ثقافي لبغداد.
يبدو ان عقدة الزرق ورق عند امين العاصمة قد ظهرت جلية في قلب بغداد.
انقذوا بغداد من الابتذال الفني ان لم تستطيعوا انقاذها من الابتذال السياسي، فكيف للتحرير ان يكون حقيقة ونصب الحرية اصبح رمزا للنصب والاحتيال؟
مقالات اخرى للكاتب