تركيبة الحكومة العراقية فريدة من نوعها او ربما شهرزاد.
لا تعرف من هو المعارض ومن هو في السلطة، فالكل في السلطة والكل معارضون.
انا اعتقد ان السبب الرئيس هو ان مجموعة المعارضة قبل الاحتلال كانت خلطة عجيبة غريبة من المكونات التي لا يجمعها جامع سوى اسقاط صدام، وعندما عبأها الاميركان بقضها وقضيضها في گونية وافرغها في بغداد على فريسة دسمة تهافتوا عليها كما تتهافت الحيوانات التي نشاهدها في فيديوات عالم الحيوان.
فالسباع والضباع والثعالب والنسور تتدافع وتتصارع لينهش كل منها اكثر قدر من الغنيمة.
القائمة العراقية مشتركة في السلطة وهي في المعارضة التي تحارب السلطة وتشتمها في السر والعلن. كتلة التيار الصدري في السلطة ومن ضمن التحالف ولكن قائدها يصف الحكم بالديكتاتوري والظالم، واحد ابرز قياداتها يخرج كل خميس في قناة فضائية محملا بملفات فساد الحكومة بما فيهم رئيس الوزراء.
ويبدو ان لعبة المعارضة قد استهوت رئيس الوزراء نفسه فصب جام غضبه على اداء حكومته في خطابة يوم 1/5 وانتقد وزراءه اشد الانتقاد، وهو لا ينفك بين الفينة والاخرى يهدد بملفات الارهاب والفساد ويوعد بأنه سيقلب البرلمان على رؤوس اصحابه.
ولا ندري حقا متى يقلب البرلمان على رؤوس اصحابه ويرتاح الشعب من هذه المهازل؟
ابو اسراء يذكرني بايام صبانا في المدرسة حين كان يتعرض احدهم لبصطة محترمة يتمتم مهددا والدم ينزف من انفه: اوگفلي بالطلعة اعلمك، والادهى من ذلك ان الذي اعتدى كان فعلا منتظرا في "الطلعة" ولكن صاحبنا تسلل بين زملائه متحاشيا بصطة جديدة.
فيا ابو اسراء متى تعرض ملفاتك فهم ينتظرونك في "الطلعة".
مقالات اخرى للكاتب