يبدو ان التضحية بالآخرين صفة عراقية بامتياز، وقد قدم العراقيون الامام الحسين ضحية لكي ينتصر الحق حسب ادبياتهم، ثم تبنى الحزب الشيوعي العراقي شعار قوافل الشهداء، واستلمنا صدام حسين بنحر ملايين الشهداء في حروب خاسرة.
فنحن نضحي بالآخرين بفخر واعتزاز دون ان يمسنا الضرر؟
وما نوري المالكي الا نموذج لهذه العقلية البدوية.
ففي تصريحه: سنبقى نحن مشروع استشهاد، كل منا ينبغي أن يكون مشروع استشهاد
فهو يختبيء في المنطقة الخضراء بحماية اميركية والمفخخات تحصد الآلاف من الابرياء الذين يقدمهم المالكي كمشاريع استشهاد. انه نوع من غسل الدماغ ليبرر فشله في حماية ارواح المواطنين، وما عليهم الا شكره لهذه الخدمة الجلى بادراجهم في مشاريعه الاستشهادية.
وهنا اتذكر هذه الطرفة:
اصاب احدى الطائرات عطب في احد محركاتها وهي في الجو على المحيط وعلى متنها 200 راكب، افرغ الكابتن كل حمولتها وكان بحاجة الى تفريغ المزيد لكي ينقذ الراكبين.
شرح الكابتن مشكلة الطائرة وطلب ان يقوم 10 اشخاص برمي أنفسهم من الطائرة لينقذوا ارواح الباقين.
وقف احد الاميركان وقال: باسم الحرية والليبرالية باسم الشعب الاميركي باسم بوش الابن ارمي بنفسي، ورمى نفسه من الطائرة.
تحمس احد المواطنين الروس فوقف وقال: باسم الشعب الروسي العظيم باسم بوتين وباسم المناضلين الشرفاء ارمي بنفسي، ورمى نفسه من الطائرة.
وفي هذه الاثناء لم يحتمل احد العراقيين وهو صاحب الغيرة والحمية الا ان يقف ويهتف: باسم الشعب العراقي العريق باسم الحضارات والتاريخ المشرف باسم نوري المالكي ارمي بهذا الهندي، ورمى باحد الهنود من الطائرة.
مقالات اخرى للكاتب