في الرابع من نيسان عام 1939 اعلن مجلس الوزراء العراقي بيانا رسمياً وفاة ملك العراق الملك غازي هذا نصه (بمزيد من الحزن والالم ينعى مجلس الوزراء الى الامة العراقية انتقال المغفور له سيد شباب البلاد جلالة الملك غازي الى جوار ربه ، على اثر ااصطدام السيارة التي كان يقودها بنفسه بالعمود الكهربائي الواقع في منحدر قنطرة النهر بالقرب من قصر الحارثية بالساعة الحادية عشرة والنصف من ليلة امس ، وفي الوقت نفسه يتقدم فيه بالتعازي الخاصة الى اعضاء العائلة المالكة على هذه الكارثه العظمى التي حلت بالبلاد ويدعوا الله سبحانه وتعالى ان يحفظ للمملكة نجله الاوحد انا لله وانا اليه راجعون) .نقل جثمان الملك غازي من قصر الزهور الى البلاط الملكي وجرى له تشييع رسمي وشعبي ومهيب ، حيث ازدحمت الساحات والشوارع بالمواطنيين الذين بدى عليهم الحزن والغضب ، وهم يرددون الخطابات الحماسية والاهازيج الشعبية ، معتقدين ان وفاة الملك لم تكن طبيعية وكان ورائها نوري السعيد عميل بريطانيا ، كون الملك غازي له مواقف وطنية وقومية شجاعة لاتروق للسياسة البرطانية ، حيث اتجهت الجماهير الغاضبة الى السفارة البريطانية وهي تهتف بهتافات منددة ببريطانيا وعمليها نور السعيد وامتدت التظاهرات لتشمل جميع مدن العراق وكان اشدها غضباً تلك التي جرت في مدينة الموصل حيث توجه المتظاهرون نحو القنصلية البريطانية في الموصل واقتحموا مبنى القنصلية وقتلوا القنصل البريطاني ( مونك ماسون) على اثرها اعلنت الحكومة العراقية الاحكام العرفية في الموصل واعتقلت الشرطة  العديد من الشبان الذين كانوا يوزعون المنشورات المنددة بالحكومة والتي ذكر فيها ان الملك غازي قتل بعملية اغتيال خططت لها بريطانيا وعملائها.ولد الملك غازي بن فيصل الاول بن حسين بن علي الهاشمي في مكة في 12 اذار عام 1912 ، وهو ثاني ملوك المملكة العراقية ، تسلم الحكم بعد وفاة والده الملك فيصل الاول  في 8 ايلول 1933 ولغاية وفاته في 4 نيسان 1939 وهو الابن الرابع للمك فيصل الاول ، عين وليا للعهد عام 1924 ، وتولى الحكم وهو شاب عام 1933 ، يتميز الملك غازي بميوله القومية العربية حيث عاصر معاهدة سايكس بيكو التي قسمت الوطن العربي الى بلدان تحت النفوذ البريطاني والفرنسي ، كان من اشد المناهضين  للنفوذ البريطاني للعراق واعتبره عقبه في بناء الدولة العراقية الفتية ونموها ، واعتبره المسؤول عن نهب ثرواته النفطية واثاره النفيسة المكتشفة حديثاُ ، اظهر تقارب مع الزعيم الالماني هتلر وحكومته قبل الحرب العالمية الثانية ، ساند انقلاب بكر صدقي عام 1936 وهو اول انقلاب عربي ضد الهيمنة البرطانية ، كان ينادي لتحرير الدول العربية من سيطرة الدولة العثمانية ودعى الى توحيدها في ظل دولة عربية واحدة ، وكان اول المطالبين بضم الكويت للعراق ، طالما ماينادي  لتحرير فلسطين من الاحتلال البريطاني ويرفض رفضا قاطعا هجرة اليهود اليها ، وقف الى جانب قادة الثورة الفلسطينية ابرزهم عز الدين القسام ومفتي القدس امين الحسيني . يذكر ان الملك غازي دخل الكلية العسكرية العراقية في 1 ايلول 1928 مع طلاب الدورة الخامسة واستمر بالدراسة وتخرج مع طلاب الدورة السادسة في 23 اب 1932 برتبة ملازم في الجيش العراقي.لاتزال اسباب وفاة الملك غازي غامضة لحد الان ، وهناك الكثير من التكهنات حول وفاته ، وتشير الدلائل ان هناك من يريد التخلص منه بسبب مواقفه القومية الجريئة وتقربه من حكومة هتلر ضد الانكليز ، حيث ذكرفي التقرير الطبي الذي حرره الطبيب البرطاني سندرسن 0(اصابته اصابة مباشرة خلف الراس بالة حادة وهو يقود سيارته) في حين اعلن رسمياً ان سبب الوفاة كان جراء اصطدام سيارته بعمود الكهرباء ،علما  ان الاصطدام كان من جهة اليمين بينمى الملك كان في جهة اليسار، واعلن ان خادم الملك المدعو عبد سعيد اختفى بعد الحادث مباشرة ، كما اختفت صور سيارة الملك وهي تصطدم بعمود الكهرباء.