بلغني ايها الشعب السعيد , الحالم بالعيش الرغيد , ان الشياطين اذا دخلوا بلدٍ افسدوه وجعلوا اهله اذلة , وبلغني ان اساس الفساد ومصدره اعمال الناس انفسهم , ومن اعان ظالم على ظلمه سلطه الله عليه , وفي هذا وذاك ايها الشعب السعيد حكايات , فقد فضل الله المجاهدين على القاعدين درجة ورفع بعضكم على بعض درجات . وللجهاد مواضع يكون الجود في النفس فيها غاية الجود وأحدها إذا التقى الزحفان وتقابل الصفان في موضع ، حرم على من حضر الانصراف وتعين المقام وبذل الارواح قرابين بشرف وكرامة , وهذا ما فعله اهل الجنوب حين دخلت القوات الغازية العراق فحدثت معارك ضارية وطاحنة , رضي الناس فيها بحكم الاسلام قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار , ودامت المعارك ايام وليال بهجمة همجية شرسة يشيب لها راس الطفل في المهد . شعر العدو حينها ان لا فائدة من المواجهة فسلك الطرق البعيدة التي خذلها حماتها من الرماة ليتقاسمو غنائم اسقاط حكومتهم الجاثمة على صدر العراق الكبير , ليتركوا قلب العراق مشرعاً امام السيوف وطعنات الرماح ورشقات السهام , ولا يسمع سوى صرخات الامهات وصياح الاطفال من فزع الكوابيس وهول الفاجعة , وكبار السن ينظرون الى السماء نحو المآذن الشاهقات بهول يوم الفزع العظيم !! آ يعقل ان يسكت صوت الحق ؟؟ اين الرجال ؟ وفي لحظة سكون ترفرف راية بيضاء من فوق مآذنه , معلنة طلب السلام للشعور بالهزيمة وعدم القدرة على المقارعة في المعركة , واهل الجنوب لازالوا في قتالهم دون هوادة . واُعلنَ ان القلب استسلم لليأس وتوقف دون قتال , وان الراس والايادي لجسد النظام البائد تفاوضت على ان لا تقاتل , لان قلبها الضعيف لا يستحق ان تبتر اعضائها دونه , بينما النصف الجنوبي يقاوم دون راس وقلب وايادي حتى قال شاعرهم يندب الجسد العراقي الشامخ ( يا عراق منين ما اعاين عليك جنك العباس طايح عالنهر ) , وايقن اهل الجنوب ان الحكومة التي عملوا على اسقاطها لسنوات قد اسقطت نفسها نتيجة الخيانة الكبرى , فانظر كيف كانت عاقبة المجرمين , وما ظلمناهم كما يدعون اليوم بل كانوا انفسهم يظلمون حين اعانوا الظالم على ظلمه . وبلغني ايها الشعب السعيد ، الباحث عن الراي السديد , ان الغازي والمحتل قد خرج دون رجعة وتلك صفحة طويت , وقد قال الناس كلمتهم واختاروا بمحض ارادتهم ورفعت الاقلام وجفت الصحف , وقد شرعت القوانين وبقي العمل لله ولرسوله والمؤمنين , ومن عاد فينتقم الله منه , يحزنني ان ارى فيكم من هم صم بكم عمي فهم لا يعقلون . وبلغني ايها الشعب السعيد , ان الدعاء سلاح المؤمن للتخلص من الاعداء فلنقل جميعاً بصوت واحد وقلب مطمأن "اللهم شتت شملهم وفرق جمعهم وفرط تدبيرهم وخرب بنيانهم وبدل احوالهم وقرب اجالهم وقطع اعمارهم واشغلهم بأبدانهم وخذهم اخذ عزيز مقتدر يا قهار يا جبار .
مقالات اخرى للكاتب