كريستوف كولومبس اكتشف امريكا في عام 1498 وبعد اربعمائة عام تقريبا وبالضبط في عام 1789 اصبح لها رئيس وهو جورج واشنطن , دخلت امريكا الحرب الاهلية لمدة خمسة سنوات تقريبا من عام 1861 لغاية عام 1865 , ومنذ اكتشافها لغاية تنصيب ابراهام نوكلن خاضت حروب ابادة لسكان امريكا الاصلين وهم الهنود الحمر , وبعدها نزحت اليها اقوام من مختلف انحاء العالم اوربيين واسيويين وافارقة ومن مجموع هذه الامم تكونت الامة الامريكية فجذور الامريكان متنوعة ودمائهم خليط , اما المدنية فهي نتاج لهذا الخليط المتنوع لحضارة كل الامم وهم الاوربين والاسيويين والافارقة , كل هذه الاقوام لديهم حلم واحد اسمه الحلم الامريكي وهو التقدم في العلم والابداع في العمل , لديهم حلم ان يكونوا الافضل , وهم يفتخرون في انهم امريكان
اما نحن العراقييون , وبالمناسبة بعض المؤرخين يقول ان كل عربي ان لم يكن له اصل عراقي فهو ليس عربي , نحن اصحاب الحضارة العريقة الضاربة في التأريخ , ليس لدينا حلم عراقي مشرف , كل مانطمح اليه هو حق من حقوقنا كمواطنين ولايتعدى المطالبة بالامن والماء والكهرباء وفرصة عمل , هذه ليست احلام وانما هي ادني حقوق يجب ان تتوفر لمواطن في اي بقعة في العالم , وهي متوفرة لدول فقيرة كثيرة لاتملك مانملك من مال وثروات ولاتملك من رجالات ومبدعين مثل ما نملك نحن وتملك حضارة مثل مانملك , كنا في مضى نعيش في عصور ذهبية واوربا تعيش في عصور مظلمة , اوربا اقدم من امريكا تأريخيا , كان لنا رجالات علم وثقافة وادب , الفراهيدي وأبا نؤاس, وابن برد, وأبا العتاهية, والجاحظ, وأبا حنيفة النعمان, وابن حنبل, ومالك, والطوسي, والبخاري, والصدوق, ومسلم, والكليني, والترمذي, والنسائي, والطبرسي, والطبري, والكسائي, ونافع, وأبا داود السجستاني, والحاكم النيسابوري, وابن سينا, والفارابي, والرازي, وغيرهم المئات . . بل الآلاف من غير العرب ممن قدم لحضارة الإسلام والعربية الخدمات الجليلة, ليسوا عرب ولكنهم عراقييون يحبون العراق لانهم شربوا من ماء دجلة والفرات ولانهم ترعرعوا فيه , حين كان العقل وكانت الحكمة هي التي تسود بين الناس , لاالطائفية ولا القوميةالتي تتحكم بنا الان وتقودنا نحو الهلاك , نحن نشعب ننظر الى الوراء دائما ونفكر بالماضي دائما ونتمى عودة الماضي ولانحلم بمستقبل جديد مستقبل يرتقي بنا الى مصاف الامم المتحضرة , من منا لايقول , ماأجمل ايام الخمسينات و الستينات والسبعينات وكأن عقولنا تعلم اننا سائرون نحو الهلاك ولذلك نجدالشباب يفكرون بالهروب الى دول العالم لانهم عرفوا اننا طلاب ماضي لاطلاب مستقبل , لاننا نعيش من اجل ثارات الماضي لا من اجل بناء المستقبل , وان كنا اخذنا امريكا مثال لغرض ان نؤكد ان الحضارات القديمة ليس لها علاقة باصرار الشعوب على البناء والتقدم وان من يريد ان يبني عليه ان يحلم بالبناء والتطور . بلد عربي حديث استطاع في فترة زمنية قصيرة ان يتحول الى مصاف الدول الكبرى من ناحية التقدم الحضاري والمدني وصار قبلة العالم , هذه الدولة هي دولة الامارات العربية المتحدة خلال اربعين عام فقط صارت من اجمل الدول واكثرها امان , دولة صحراوية فقيرة بمواردها ولكن بهمة رجالها تحولت الى جنة يحجها ملايين السواح سنويا لغرض السياحة والعيش فيها والامارات لاتدعي بحضارة ضاربة في التاريخ وليس لديها مسلة حمورابي ولاتملك هذا الكم الهائل من علماء ومثقفين الذي يملكه العراق . اما شبابهم لديهم حلم وهو التطور والمعرفة
نحن نقول كفاكم نفاق ايها المتبجحون بتأريخ العراق العظيم , انتم اول من يريد تدمير العراق لانكم لاتنظرون الا لطائفتكم وجررتم البلاد الى الهاوية وقريبا لن تختلفوا عن التتر والمغول الذان دمرا العراق وجاء دوركم الان بأسم الدين ان تحرقوه
اما شبابنا مشغولين بالطائفية وكيف يقضون على فتنتها وبالارهاب الذي يمزق اجسادهم وعقولهم ويبحثون عن ثروات بلادهم الضائعة والمسروقة , فهل تتصورون او هل لديكم فكرة الان عن مضمون الحلم العراقي الذي يحلم به الشباب , لااظنه يرتقي اكثر من الهروب خارج العراق
ايها الشباب احلموا بالمستقبل وحطموا قيود الارهاب بكل اشكاله
مقالات اخرى للكاتب