توالت مطالب العراقيين ودعواتهم للإصلاح والتغيير في العديد من شؤونهم الوطنية والسياسية ومغادرة نظام المحاصصة بعد أن تحاصصه قادة العراق وسياسييه وكتلهم وأحزابهم سلطات ألدولة لتشرعيه ولتنفذيه والقضائية وسخروها وجعلوها منافع شخصية لهم ولعوائلهم وأحزابهم وهذه السلوكيات والممارسات والفوضى أفقدت العراقيين أمالهم في تحقيق تطلعاتهم وطموحاتهم التي علقوها على تغير النظام الدكتاتوري لكن من المؤسف والمحزن والمخيب للآمال جير هذا التغير بعد سقوط النظام الدكتاتوري لصالح الذين نصبوا على حكم العراق وقيادة عمليته السياسية بعد أن تقاسموا سلطات الدولة وتفردوا بقرارات تخص حياة العراقيين ومعيشتهم وعلى الرغم من كل هذا التعسف والفساد غير المسبوق طال صبر العراقيين لكنهم لم يستكينوا استمروا في الانتقادات والمطالبات بالإصلاح وبكل الوسائل السلمية المشروعة وكان للإعلام الوطني الشريف بكل وسائله دور في مساندة مطالب الشعب العادلة بالإصلاح والتغيير رغم كل هذا كان المعنيين بحكم العراق وإدارة عمليته السياسية يسدون أذانهم ويدرون بوجوههم عن الشعب وحقيقة مطالبة المشروعة وهذا ما دفع بالعراقيين إلى الانتفاضة والخروج كالبحر الهائج من اجل تحقيق الإصلاح والتغير دون أن يتمكن احد من السيطرة عليهم والوقوف بوجههم ومنعهم من تحقيق إرادتهم ورغباتهم وإزاحة العقبات من إمامهم وهكذا مسيرات و زحف جماهيري وطني غاضب منفجر من الصعوبة السيطرة عليه كونه إرادة شعبية رغم المحاولات الفاشلة والمفضوحة التي حاولت وما زالت تحاول النيل من إرادة الشعب بوصف هذه ألانتفاضة بأوصاف مستهلكة ومعيبة أصبحت من التاريخ القديم أوصاف وشماعات أردوا أن يعلقوا عليها فشلهم وفسادهم وسلوكياتهم المشبوه والمدانة حيث وقف هؤلاء الذين يبالغون في تمسكهم بالدستور والشرعية التي خرج الشعب غاضبا لاستعادتها منهم ،، وهنا لابد من الاشارة لدور ووعي قواتنا المسلحة البطلة وجميع مؤسساتنا الأمنية التي قدرت غضب الشعب واحترمت خروجه من اجل الإصلاح والتغيير وحسبت حساباتها بدقة واتخذت القرار الصائب بعدم التصادم مع الجماهير التي خرجت غاضبة ،، ونظرت للإحداث بموضوعية نعم موضوعية شعب يريد استعادت حقوقه المشروعة من المتحاصصين للدولة وسلطاتها هذا الحراك الجماهيري الذي بورك بالتأكيد الشعبي التام والمنقطع النظير لمقتحمي أسوار المنطقة الخضراء لسحب البساط من تحت إقدام الذين تقاسموا ألدولة وسلطاتها وهنا لابد من وقفة حقيقية لاستحضار واستذكار دورة مرجعيتنا الرشيدة وحكمتها وموقفها الروحي الوطني والإنساني التاريخي لمساندة المتظاهرين وتأيد مطالبهم العادلة وفي تقديم النصح والإرشاد لقادة الكتل السياسية ومن يحكم بضرورة الإسراع في انجاز الإصلاح والتغير ومكافحة أفات الفساد وحيتانه والنظر لأحوال جميع العراقيين وماسيهم والرأفة بهم بدون استثناء احد لقد لعبت مرجعيتنا الرشيدة الدور الحضاري الروحي بتوازن أجابي نموذجي مع الإحداث كما عهدناها وهي تساند مطالب الشعب والمتظاهرين بالإصلاح والتغيير بعد إن سد المتسلطون على مقاليد ألدولة وحكمها أذانهم عن جميع الأصوات الخيرة بما فيها صوت المرجعية الرشيدة وتوجيهاتها لايجاد حلول حقيقية للازمات والكوارث التي ضربت المجتمع العراقي والدولة برمتها بعد أن اخذ المتنفذين بالسيطرة على الدولة برمتها معتبريها أصبحت ملكا لهم بلا منازع من احد وهذا مؤشر استبدادي خطير لذى جاء موقف الشعب والمرجعية ومؤسساتنا العسكرية موقفا موحدا مطالبا بالإصلاح والتغيير وحماية العراقيين ووطنهم وسيادتهم وعيشهم المشترك وسلمهم الأهلي المهدد والمخترق من التكفير والإرهاب إن كل ما حدث في حقيقة الحال جاء بعد أن استنفذ الشعب ومرجعيته الرشيدة منظماته الشعبية الوطنية مالديهم من أراء وأفكار طرحت على الكتل السياسية وأحزابها وقياداتها من اجل الإصلاح والتغيير والبلد يمر بكوارث وأزمات سياسية واجتماعية واقتصادية ووطنية غاية في الخطورة والتعقيد والبلاد تغلي وهي بحاجة ماسة لصمام أمان يحميها ويسيطر على إحداثها الجسام والتحديات التي تمر بها بعد ان ادرك الجميع لا سبيل لتحقيق ذلك ألا بالتغيير والإصلاح لان صمام الأمان الإصلاح والتغيير الحقيقي لكي لا تفلت الأوضاع وتتفاقم وتكبر أفاتها وتنتشر أكثر وهذا ما جعلنا بأشد الحاجة إلى حكومة قوية وهو مطلب وطني شعبي عام لتشكيل وزارة مهنية قوية لتفادي الدمار والخراب الذي ضرب البلاد وفكك المجتمع وأصبحنا بحاجة للإصلاح والتغيير بإرساء قواعد شرعية وطنية حقيقة جديدة بإمكانها حماية الوطن والمواطن وبناء دولة المواطنة تعود شرعيتها للشعب الذي خرج متظاهرا محتجا من اجل الإصلاح والتغيير وهو الأقوى من قادته وسياسييه الذين صدعوا رؤوسنا بتصريحاتهم ووثائق شرفهم وقسمهم وتعهداتهم التي يلحسونها بعد حين لقد أدرك العراقيون وامنوا إن إنصاف الحلول التي تطرح من قبل الكتل وقياداتها لا فائدة منها و ما هي ألا حبر على ورق لا تنفع على الرغم من أنها بدون تنفيذ وهي للمناورات فقط وهذا ما دفع بالجماهير الغاضبة المتظاهرة للخروج من اجل الإصلاح والتغير الحقيقي كونهم هم أصحاب المصلحة الحقيقية والقرار الحقيقي الفاعل والمؤثر في التغيير والإصلاح وليس غيرهم من الذين ارتكبوا الأخطاء والفساد متجاهلين نداءات الشعب العراقي المتمثلة بمطالب المتظاهرين وعلى رأسها توجيهات ونداءات المرجعية الرشيدة المطالبة بالإصلاح، واليوم فقد هؤلاء القادة والسياسيين وأحزابهم وإتباعهم مصداقيتهم وثقة الشعب العراقي بهم بعد أن تجاهلوا ممارساتهم وسلوكياتهم أوضاعهم السياسية والاجتماعية المهزوزة إمام المد الشعبي المطالب بالإصلاح والتغيير وتنصيف البلاد من الفاسدين واجتثاث الفساد واسترجاع المال العام وإعادته لخزينة الدولة بعد أن أصبحوا اشد ضعفا من أي وقت إمام العراقيين الذين سرقت ثورة التغير التي أطاحت بالنظام الدكتاتوري وشخصوا السوراق والفاسدين الذين سرقوا منجزات التغير من الفقراء وعوائل الشهداء والوطنين المتضررين من حكم النظام الدكتاتوري السابق واستحوذوا عليها وسخروها لمصالحهم الشخصية إن التغيير الذي حدث في العراق ليس لهؤلاء الحكام وعوائلهم وحواشيهم وإتباعهم لوحدهم بل هو للعراقيين بكل أطيافه وشبابه وعلى الرغم من كل ذلك لا يريد هؤلاء قادة العراق وسياسييه الاعتراف بأخطائهم ولا يريدون حتى معرفة حجمهم الحقيقي لدى العراقيين بسبب العناد والغرور الذي أصابهم هذا الغرور والعناد الذي قادهم للفشل في قيادة الدولة التي أصبح أكثرهم غير صالح لقيادتها بسبب خلافاتهم فيما بينهم من جهة وبين الشعب العراقي من الجهة الأخرى بعد أن اثبتوا للعراقيين أنهم طلاب سلطة وليسوا برجالات دولة لذلك أرادوا التسلط على الدولة ومؤسساتها بلا منازع وبلا تردد وهم يؤشرون أخطاء الآخرين دون النظر إلى أخطائهم وتأشيرها والاعتراف بها، والعراقيين اليوم بأشد الحاجة إلى الامن والاستقرار وبناء مجتمعهم ودولتهم وتغيير حاضرهم المريب والمأساوي من خلال بناء حكومة قوية للشباب فيها حصة وهم بانتظار حكومة جديدة ودستور مستقر ومحترم لا يخرق لانتشالهم وانتشال وطنهم من أوضاعه الصعبة والخطيرة وإرجاعه إلى وضعه الطبيعي من خلال قادة وسياسيين مهنيين من أصحاب الخبرة والتجربة الوطنية والإدارية يتميزون ببناء حكومة إنقاذ وطني تعبر بالعراقيين إلى طرف الاستقرار والسلام حكومة ترتقي إلى طموحات الشعب والجماهير ألمطالبة بالتغيير والإصلاح حكومة تحقق أمال وأحلام الشعب العراقي بشيبه وشبابه وأطفاله ونسائه تحقق لهم تكافأ الفرص وبدون تميز تخلصهم من أوضاعهم الاستثنائية ومن الفاشلين الذين شاخوا وهرموا وأصبحوا خارج عجلة الحداثة والتطور وفي هكذا ضروف ومهام وإصلاح وتغير لابد من أن يظهر وبجلاء ووضوح وبقوة دور الإعلام الوطني العراقي ليكون في مقدمة الجماهير يعمل بمهنية وبفعل وطني يتميز في بناء رأي عام مؤكدا على أن دور العنف والقوة والاضطرابات والمؤامرات والسلاح والدم لا رجعة له وان الدور للكلمة الوطنية الشريفة والسلوك والحراك الوطني النظيف والايجابي لان الشعب العراقي والعراق لا يتحمل بعد ألان أكثر من هذه الكوارث والانتكاسات والفساد مطلقا لمعاناته من اقتصاد مدمر ضعيف شبه منهار جعل حكامه يستجدون ويمارسون حلول مرفوضة بإيقاف مشاريع البناء والأعمار والخدمات للمواطنتين والتجاوز على مرتبات المتقاعدين والموظفين المحتاجين، والبطالة والفقر والتفاوت الطبقي يضرب المجتمع العراقي الذي جعلوه تحت رحمة ديون صندوق النقد الدولي والمعونات التي تنال من السيادة الوطنية وتطلعات العراقيين في حياة حرة كريمة تليق بهم أن التطلع إلى دور مؤسساتنا الإعلامية الوطنية في تعبئة المواطنين جميعا بكل طاقاتهم وأطيافهم ومذاهبهم وأديانهم لبناء وطنهم ومجتمعهم ودولتهم من خلال التمسك بالعقلانية والحكمة لان هكذا سلوك ايجابي وتصرف يحتاجه العراق وشعبه اليوم لا ن هناك من يريد إن يغرق العراق بدماء أهله ليفتك بهم ويفككه ومن هنا يتحمل الإعلام الوطني العراقي دوره التاريخي والمهني في تعبئة العراقيين ليتحملوا مسؤولياتهم كي ينجحوا ويتوحدوا ويقوى على أعدائهم والتحديات التي تواجههم لينتصروا، ولا يهزموا في برامجهم الاصلاحية ومشاريعهم الوطنية وتغيرهم لواقعهم الفاسد والوقوف بوجه التطرف والتكفير ليشمروا عن سواعدهم ويمد الجسور فيما بينهم ليسحقوا التكفير والتكفيريين وليهزموا الطائفية والعنصرية والمذهبية وأصحابها وليبقى العراق عزيزا غاليا على شعبه وأمته العربية والإسلامية.
مقالات اخرى للكاتب