قال الله تبارك وتعالى في التنزيل العظيم " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما "
يعني من خلال قراءة بسيطة للآية الكريمة ان الباري عز وجل خالق السموات والارضين ومابينهما من مخلوقات شتى ومنظم هذا الكون العجيب والمتحكم به وبما فيه، يستطيع بما يمتلك من قوة عظيمة أن يعفو ويغفر لعباده عن أي ذنب ومعصية يراها جل في علاه تستحق بمشيئته هذا العفو والغفران . لكن الله أستثنى من كل هذا مسألة الشرك به وأعدها ذنبا غير قابل للصفح .. اي انها جريمة بحق الذات الألهية لا تغتفر و هي الجريمة العظمى كما نصت نهاية الآية الكريمة .
هذه المقدمة المتواضعة أسوقها بمناسبة المداخلة الانفعالية الغاضبة من قبل النائب العكيلي قبل أيام والتي حرًم فيها انتقاد النائب واعدًها " جريمة لاتغتفر " !
عجبا !
من انت حتى تمتلك حق الغفران أو العقاب وتلوح للناس بمفاتيح الجنة بيد ومفاتيح النار باليد ألاخرى ؟!
وهل جمعت في نفسك وبمشيئتك رضوان ومالك ؟
واذا كان انتقاد أي نائب وتعرية مساوئه وسرقاته واغتصاب المال العام وتجييره لحسابه واولاده واولاد اولاد اولاده .. اذا كان هذا "جريمة لا تغتفر " فما هو دون ذلك بمشيئتك ؟؟!
عجبا يا برلمان المعصومين !
تسمحون بتجريم التظاهرات .. تسمحون بتجريم حرية الرأي .. تسمحون بتكميم الافواه .. وتسمون حالكم ....ديموقراطية.
أسأل السيد النائب .. هل ان تقسيم العراق فضيلة مباركة ؟
وهل ان انعدام الخدمات قضية من واجب الشعب السكوت عنها ؟
وهل ان الفرق الشاسع في الراتب بين اي من نوابكم وأي بروفسور عراقي خدمته اكثر من اربعين عاما خط أحمر يجرم من يبحثه ؟؟
و أسأل معاليه :
لماذا لم تضع يا سيادة النائب الاعلاميين والسياسيين الاميركان والبريطانيين وحتى اهل بوركينو فاسو الذين ما انفكوا يستهزءون بكل من في برلمانكم وحتى هذه اللحظة , في خانة المجرمين غير المغفور لهم ؟!
ربما في قادم الايام ننتظر قرآنا جديدا من البرلمان وفيه آيات تدعو العباد الى ألتسبيح بحمد البرلمانيين ويسنوا فيه تشريعا للطواف حول بناية جلساتهم وينحروا الذبائح في مناسبة او مناسبتين او اكثر وتزف هذه الذبائح الى بيوت المعصومين الجدد ويحرم على اصحاب ( الهدي ) أخذ اي شيء منها حتى جلودها وامعائها ومِعَدِها . والويل لمن يرفض هذه المناسك .
وعندما يصدر هذا القرآن الجديد اتوقع من رأس البرلمان ردا على صاحبه بـ " شكرا" التي أصبحت غير ذات لون ولا طعم ولا رائحة .
ملاحظة :-
من أفرازات " الجريمة التي لا تغتفر " صدور أمر القاء قبض بحق الفنان ناهي مهدي لتجاوزه خط معصومية النواب الاحمر أحمرارا حد الدم !
مقالات اخرى للكاتب