الفرصة التاريخية لا تتكرر مرتين في التاريخ تأتي مرة واحدة اما ان نغتنمها او لا ولن تعود مرة ثانية وسميت تاريخية لانها تغير من مجرى سير تاريخ الأمة والوطن والبلاد واذا استغلت استغلالا جيدا فان تاريخ شعب او وطن ما سيتغير نحو الأفضل ولنا في سقوط الدكتاتورية عام 2003 أسوأ مثال في ذلك حين استغلت فرصة سقوط الدكتاتورية أسوأ استغلال فنهبت البلاد وقتلت وشردت وهجرت العباد وكان ماكان من فساد وجور وظلم وقتل وسرقات باسم الدين وبحماية القانون . وكانت نتيجة ذلك وصول البلاد الى ما آلت الية الان . الان هنالك فرصة تاريخية ذهبية اخرى جاءت للشعب العراقي المغلوب على إمرة تحت طائلة القانون والقوة القهرية ومافيات الفساد وقوى سياسية بلا مبادى او اخلاق تردعها . هذه الفرصة تمثلت بعدة عوامل يمكن ان يستغلها الشعب العراقي والقوى الخيرة للخلاص من المصير المجهول الذي وضعته فية قوى سياسية مجازية ليس لها من السياسة في شئ. الفرصة تتمثل اولا في وصول الشعب العراقي الى حقيقة ان هذه القوى لم تعد تمثلة وأنها لا تمثل الا نفسها وأنها سرقت البلاد والعباد وان وجودها اصبح غير شرعي ويجب ازالتها من الخارطة السياسية . ثانيا ان الشعب انتفض وخرج وأعلن عدم اعترافة بشرعية هذه الحكومة وبرلمانها اللذان أصبحا غطاءا للفساد بل أنهما جاهرا بعداؤهما للشعب الذي انتخبهما وبالتالي أصبحت القطيعة والطلاق واضح بين الشعب وبين الحكومة من جهة ثانية. ثالثا ان المرجعية التي لها دورها المهم والفعال والمؤثر في الشارع العراقي اتخذت موقفا واضحا وصريحا وهي اصطفافها مع الشعب ومطالبه كما انها حملت الحكومة والكتل السياسية والبرلمان مرارا وتكرارا مسؤولية ما يجري في البلاد من فساد وظلم وقتل وجور وتهجير ضد المواطن العراقي المغلوب على إمرة والواقع بين سندان الاٍرهاب ومطرقة الحكومة . رابعا وهي النقطة الأهم ان هنالك رئيس وزراء يعلن ان لدية النية الصادقة في إصلاح البلاد من الفساد وإعادة تعديل مسار التاريخ العراقي الى جادة الحق والصواب وانه يريد مساعدة الشعب في ذلك لعلمة ان حيتان الفساد في الحكومة والبرلمان لن تجعلة قادرًا على تنفيذ إصلاحاته بسبب تغلغلها في كافة مفاصل الدولة . خامسا اعطى رئيس الوزراء عدة إشارات للشعب العراقي حول بعض الحلول العملية الحقيقية التي من الممكن ان تضع حلا للماساة العراقية المستعصية من هذه الإشارات أنة مستعد ان يعلن حالة الطوارى وان يحل البرلمان ويجري تعديلات على الدستور اذا ما حصل على تفويض مليوني من الشعب العراقي وهي إشارات واضحة للشعب العراقي ان لا إصلاحات بوجود البرلمان والدستور الأعرج ووجود قوى الفساد داخل البرلمان والحكومة . سادسا أعطى رئيس الوزراء إشارتة الاخيرة للشعب العراقي لاتخاذ القرار بيدة من خلال اعلان رئيس الوزراء انه امر القوى الأمنية بفتح الطرق المؤدية الى المنطقة الخضراء وهي معقل الفاسدين في الحكومة والبرلمان وهي اشارة واضحة من رئيس الوزراء بعدم قدرتة لوحده على مكافحة الفساد بوجود هؤلاء وبالتالي وضع رئيس الوزراء القرار النهائي بيد الشعب لاسقاط هذه الحكومة والبرلمان وبالتالي وضع المسؤولية التاريخية بيد الشعب وهذا مانسميه بالفرصة التاريخية التي يجب ان يغتنمها الشعب لتعديل مسار تاريخ الشعب العراقي وانقاذه من المأزق التاريخي الذي وضع فية لأسباب عديدة . ربما الآن العبادي ينتظر تفويض الشعب المليوني له لاسقاط البرلمان والحكومة معا ، بعد ان صرح وأعلن عن ذلك ومهد كافة الطرق للشعب العراقي ليعلن تفويضه المليوني له وفتح له طرق المؤدية الى المنطقة الخضراء . فهل سيفعلها الشعب العراقي ام انه سيفوت علية فرصة تاريخية ذهبية لن تتكرر ؟
مقالات اخرى للكاتب