تعد المناقشات العلمية احدى المفاصل المهمة في عملية المخرجات العلمية للدراسات العليا والأولية فهي المرحلة النهائية لتقييم الرسالة او الاطروحة وفي نفس الوقت تقييم المشرف والطالب وجهدهم ومستواهم العلمي لذلك أكدت عليها القوانين والاعراف الجامعية ووضعت لها ضوابط وقوانين خاصة بها وهي من صلاحيات رئيس القسم حصرا وتخضع لضوابط الاختصاص العام والدقيق ويراعى فيها عملية التعاون العلني بين الكليات والجامعات والاقسام الا هذه القوانين وهذه الضوابط انتهت وأصبحت في خبر كان وحل بديل المزاجيات والدكتاتورية الادارية والفردية والمواقف الشخصية والسياسية والوشايات والعبثية واللوبيات والعشائر والكوامة وكل أساليب التخلف العلمي والاداري فالأستاذ المشرف اذا كان مقربا من عمادة الكلية يقوم باختيار اللجنة المناقشة حسب علاقاته الشخصية ويختارها كاملا بدون تدخل من رئيس القسم او اي شخص اخر وحسب المزاج مع توصيات خاصة من عمادة الكلية بل ان بعض الاساتذه ذهب اكثر من ذلك حيث يقوم باختيار المقوم العلمي وهذا الخبير يفترض ان يكون اختياره سريا من قبل رئيس القسم لذلك تجد بعض الأساتذة وبسبب هذه الامتيازات الممنوحة لهم تمرر رسائلهم بالسرعة الممكنة وبطريقة سهلة وسلسلة جدا وبدرجات عالية فما عليه الا ان يودي فروض الولاء والطاعة لسيده الاداري الأكبر فتكون أموره العلمية ماشية جدا بالتعبير العراقي اما الاستاذ المحسوب في كفه المعارضه او الذي يدعو الى تطبيق القوانين او يطالب بحقه فيكون حسابه عسيرا خصوصا وانه لاتوجد قوانين تحميه والحزب يأويه.
فالقوانين يتم تكييفها حسب المصلحة الشخصية وحسب الولاء السياسي وبالتالي تكون مناقشة هذا الاستاذ عسيرة جدا فليس مسموح له اختيار اي استاذ من أعضاء لجنه المناقشة كما انه لا يراعى الاختصاص او العامل الجغرافي في المناقشة او حالة التقشف مع توصيات خاصة من نوع اخر وبالتالي ينزل البلاء على الطالب والمشرف يوم المناقشة حتى لو كانت الرسالة من الرسائل الجيدة والمتميزه وحتى وان كان المشرف من الاساتذه الجيدين وحتى وان كان الطالب من الأوائل المميزين وتكون مناقشته للسلبيات فقط وتكون ماراثونية تستمر حتى ست ساعات وكانهم في حفلة انتقامية وليست مناقشة وفي النهاية ان سبب هذه الكوارث التي حلت بالتعليم العالي وسبب مجيء هذه الإدارات الانتقامية التي أرسلت الاساتذه للسجون بدلا من ان ترسلهم لجامعات العالم للتبادل العلمي والثقافي هي لاحزاب السياسية التي سيطرت على التعليم وجعلت منه حصه سياسية وجاءت بإنصاف الأميين والحاقدين لتدمير التعليم .
مقالات اخرى للكاتب