بعد سبع وثلاثين سنة على استشهاد السيد محمد باقر الصدر الموافق 9 نيسان 1980 أودّ ان اطرح السؤال الآتي:
من قتل محمد باقر الصدر؟
الكل يعرف ان نظام البعث قام في التاريخ أعلاه بإعدام الشهيد محمد باقر الصدر وأخته العلوية الطاهرة السيدة آمنة الصدر . وبذلك تم تغييب السيد جسديا الا ان هذا العملاق الفكري والثوري العقائدي لم يكن من السهل تغييبه فكريا او عقائديا او ثوريا لقد كان مشروعا وطنيا خالصا صادقا ودماء زكية اختارت ان تروي العراق ليعيش العراقيون بكرامة وعزة .
لم إعدام الصدر بمحض إرادة النظام فقد كان مخطط السيد هو الاستشهاد ليحيا الآخرون بعزة وكرامة . وبالتالي فقد كان تغييب السيد جسديا هو بداية المشروع الصدري لمقاومة الدكتاتورية والطغيان.
فبعد إعدام السيد تصاعدت حدة المقاومة والثورة وجر إعدام السيد الويلات على النظام فقد انتفض الكثير من أبناء الشعب العراقي ليدافعوا عن مشروع السيد الاصلاحي .
لذلك فان تاريخ 9/4/1980 كان بداية مشروع السيد كما خطط هو له وكان بداية لانتصار الدم على السيف . حتى كانت السنة الربانية واضحة جدا حين وضعت نهاية النظام في نفس اليوم الذي استشهد فيه السيد 9/4/2003.
ولم تذهب دماء السيد سدى ولم يذهب مشروع السيد الذي ضحى من اجله ، ولكن نعود لسؤالنا، من قتل الشهيد محمد باقر الصدر ؟
بما ان محمد باقر الصدر لم يكن إنسانا فقط بـل مشروعا إصلاحيا امتد لكافة نواحي الحياة وتجذر وأصبح اكثر فاعلية بعد استشهاده .
اذا هل هنالك أشكال في سؤالنا ؟ نعم . الجواب الأشكال حصل بعد ان استلمت السلطة الجماعة التي كانت تدعي الوصل بالسيد وتتبنى مشروعه وافكاره ورؤاه .
هنا حصل الأشكال . لقد اساءت هذه المجموعات التي تدعي انا تمثل مشروع السيد باقر الصدر كثيرا لمشروعه الاصلاحي . لقد سرقت وعاثت بالأرض فسادا باسم المشروع الذي تبناه الشهيد الاول . وهنا اكتمل القتل .
فبعد ان غيب النظام السابق جسد الشهيد الصدر وبقي مشروعه حيّا نابضا بالعنفوان جاء دور السراق والمنافقين ليجهزوا على مشروع السيد .
ان مرحلة ما بعد الدكتاتورية كانت اخطر من مرحلة الدكتاتورية بالنسبة للشهيد الاول فقد تم تغييب مشروع السيد وهذا التغييب هو اخطر من التغييب الجسدي .
لقد ضاع مشروع السيد في زحمة الصراع على المناصب والمليارات المسروقة والكذب والنفاق الذي مارسه ادعياء حملة مشروع السيد وبذلك يكون هؤلاء اخطر من الدكتاتور على مشروع الشهـيد الاول .
مقالات اخرى للكاتب