لا يمكن ونحن نتحدث عن الإنتخابات أن نتجاهل العزوف الكبير عنها في اقتراع مجالس المحافظات ، اذ بلغت النسبة في بعض مراكز المدن 20% وأقل من ذلك !
ماهو سبب العزوف ، وهل تمت معالجته ؟
العزوف جاء كردة فعل على الفشل والفساد المزمن الذي رافق العملية السياسية منذ انطلاقتها في 2005 .
الوقت الفاصل بين اقتراع مجالس المحافظات وانتخابات البرلمان عزز ذلك الفشل ، فقد كشفت موجة الأمطار الأخيرة الكثير من الأوراق ، فضلاً عن الفشل الأمني المتكرر .
لكن هل يمثل العزوف حلاً ناجعاً ؟
ربما سيكون كذلك لو امتنع الجميع عن الذهاب لمراكز الإقتراع ، لكن مع وجود الكثير من الناس الذين سيذهبون الى المراكز ، فإن العزوف سيقدم خدمة كبيرة جداً للأحزاب السياسية الموجودة في السلطة والبرلمان ، لأن أنصارها سيدلون بأصواتهم وبدون منافسة مع القوائم الأخرى .
قد يكون العزوف عقاباً معنوياً فقط ، لكن تذكر ان الطبقة السياسية الموجودة لا تكترث بذلك ، لأنها لا تفقه ذلك ، فالحوادث والكوارث التي حصلت في العراق منذ سنوات لم تحرك شعوراً ولا ضميراً عند اي مسؤول كبير فتقوده للإستقالة والإعتذار عن التقصير في مسؤوليته ، لذلك فإن العقوبة المعنوية ستمر مرور الكرام وستتحول الى نعمة كبيرة عند الطبقة السياسية .
بل ان العزوف كعقوبة سيرتد على المواطن ،وسيعاقب نفسه ، لأنه سيضمن للفاسدين وللفاشلين بقاء ً أطول في البرلمان والحكومة مما ينعكس على بناء الدولة ومؤسساتها وخدماتها .
لا تنظر الى العناوين التي يضخمها الناس ويضخمها الإعلام وحاول ان تبحث عن من تضع فيه ثقتك ، حاول ان تبحث عن الكفوء والنزيه ، عن من يعمل أكثر مما يتحدث ، عن من لا يملك مالاً للظهور في اعلانات الفضائيات او الفلكسات الكبيرة .