رحل جسده عن أنظار العالم الى المحطة الاخيرة من سفره ألمليء بالنضال الحقيقي والأبعاد الوحشي عن مواطنيه وعائلته الى سجون طويلة بسنينها و قسوتها وعنصريتها .
تحمل الرجل كل هذه العذابات ولم يساوم .
لم يتنازل عن قضيته التي ناضل من اجلها ودفع في سبيلها أعز سنوات شبابه وحيويته .
لم يهن ولم يضعف امام اغراءات العنصريين بالحرية التي لم ير فيها سوى قيود أقسى من قيود السجن بل الهوان بكل معانيه .
خرج الرجل من السجن بقوة ثباته ومناصرة أحرار العالم .
خرج لتطوى صفحة من أمرً صفحات أفريقيا واشدها بعدا عن الانسانية ..صفحة التمييز العنصري .
أنتظر العالم وترقب بعيون مختلفة عما كان سيفعله الرجل بعد الحرية .. ماهي سلوكياته .. ماهو برنامجه ..
هل حقا هذا سلوك من عُذب واُضطهد كل هذي السنوات العصيبة ؟؟
هل حقا هذا سلوك من قُتل الالاف من شعبه بسبب التمييز العنصري ؟
ولم لا والرجل يحمل في صدره قلبا صافيا وفي راسه عقلا سليما بلا أمراض ؟؟
عفا عن سجانيه ... قاد بلاده الى أفضل ظروف المصالحة الوطنية الحقيقية فصفق له البيض قبل السود ورفعوا قبعاتهم له أحتراما وتقديرا .
لم ينتقم !!
أقنع شعبه بان طريق الانتقام مليء بالدماء والتراجع والخسارات التي اولها معروف وآخرها مجهول .
لم ينتقم ..وبذلك دخل قلوب الشعوب واصبح مثلا يحتذى .
لم يطلب أجرا على نضاله
لم يطلب أجرا على نضاله
لم يطلب أجرا على نضاله
أفريقيا تخطو بخطوات جادة نحو التطور والامان وحفظ الكرامة واحترام العالم لمواطنيها .
في بلادنا لا نحتاج الى سي سي ابدا كما يحلو لبعض الثوريين والانقلابيين تصويره
نحن بأمس الحاجة الى مثل مانديلا .. والى شعب يقبل بفكر مانديلا .
ربما قال مانديلا لسجانيه في سره " أذهبوا فانتم الطلقاء " .
من يدري ؟!!!
مقالات اخرى للكاتب