ااااااه ... كم كانت جميلة تلك التسمية , وكم كانت تريح انفسنا وانظارنا عندما نبحث في خريطة العالم عن مدينة اوبقعة ما , لنراها مكتوبة باللغة الانجليزية , فالبرغم من احساسنا وعلمنا علم اليقين اننا مهزومين لامحال في عصر التكنلوجيا السوداء نستنشق احيانا نشوة النصر القديم الذي حققه اجدادنا عندما نقرأ الخرائط المتنوعة اسم ( شط العرب ) ذلك الاسم الذي يجعلك تؤمن بانك شريحة معترف فيها داخل هذا العالم الكبير والمتنوع , تلك المساحة المائية التي كنا نحس دائما انها جزءا منا وانها خلقت لنا وليس لغيرنا , وشط العرب هو نهر يتكون من التقاء نهري دجلة والفرات في منطقة تقع شمال البصرة تدعى كرمة علي ويبلغ طول النهر حوالي 190 كم ويصب في الخليج العربي وبالتحديد عند مدينة الفاو ويصل عرض هذا النهر الى حوالي 2 كيلوا متر في بعض الأحيان , اما بالنسبة لضفافه فكانت تمثل اجمل سلسلة من سلاسل النخيل الجميل الرائع التي تعرضت للقطع والاهمال من قبل النظام الصدامي البائد وتحديدا في منطقة تدعى ( التنومة) التي كانت تشتهر بازدهار اشجار النخيل فيها انتهاءا بقضاء ابي الخصيب , كانت كل مساحة شط العرب هي جزء من الاراضي العراقية حتى العام 1975 ليتنازل العراق عنها رسميا بموجب اتفاقية الجزائر التي ابرمت في حينها الى الجارة ايران , لتصبح بعدها الملاحة البحرية مشتركة مابين البلدين , ويعتبر شط العرب من أعمق المسطحات المائية في العراق حيث تستطيع السفن الكبيرة من خلاله الدخول الى داخل العراق, ويتفرع منه العديد من المدن فمن العراق( القرنة , الدير , الهارثة , البصرة , ابي الخصيب , الفاو ) ومن ايران ( المحمرة وعبادان ) وتوصف منطقة شط العرب كونها منطقة غير مكتملة التكوين الجيلوجي.. ان هذا النهر له مكانته العريقة واصالته العربية التي لم تمحى ابدا مهما حصل عليها من تنازع , والتاريخ شاهد على قولنا هذا وبرغم تعرض الخليج الى الاحتلال الاوربي قديما ولمدة اربعة قرون سواء كان على يد البرتغاليين او الهولنديين اوالفرنسيين اوحتى الانجليز فانها بقيت عربية خالصة ,وبقيت محافظة على اصالتها العربية بالرغم من كل الصراعات التي دارت فيها ومن حولها , لكننا نتفاجأ اليوم ومع الاسف الشديد وبعد ان انهى السيد رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي المحترم ملف ترسيم الحدود مع الجارة ايران ليظهر مؤشر الجوجل للخرائط العالمية ليضيف اسم ( اروند – رود) بدلا من شط العرب , وربما لن يتحمل بلد كالعراق مايجري عليه من نكسات داخلية وخارجية كما يتحمل العراق اليوم من ظروف قاهرة كتدهور الحاصل في المنظومة الامنية وتذبذب منسوب الحالة المالية , نهايك عن دخول قوات متطرفة اليه واقتطاع
اجزاء مهمة منه كمدينة الموصول مثلا , وهي حقيقة مرة يعلم بها العراقيين وغير العراقيين , فهل واجب رئيس الوزراء تحمل وحده مسؤولية تصليح هذا الاخطاء التاريخية ام هي دعوة موجهة الى وزارة الخارجية للتحرك الجاد نحو رسم الحقيقة واظهارها امام المنظمات العالمية والمجتمع الدولي , انها مسؤولية الجميع من حكومة وبرلمان واعلاميين ومحامين واطباء ..الخ من فئات المجمتع العراقي للحفاظ عن هذه البلاد العظيمة ! نعم انها عظيمة رغم انف المغرضين , فتسمية شط العرب وضياعها هي الاخرى خسارة يخسرها العراق ايضا لتسجل في موسوعة مايخسره العراق يوميا وعلى جميع الاصعدة و بالرغم من انها بقيت كاسم فقط لاغير بعد ان تلاشت العرب والاعراب واصبحت مجرد تواريخ نقشت في كتاب التاريخ المعاصر المثقل بالهزائم ؟ نعم ..لربما اكون مخطأ ايها السادة في التذكير بتلك التسميات واصبحت الدول العربية اليوم تقتطع بعضها البعض واصبحت العرب اضحوكة العالم باسره نتيجة لتلك الاخفاقات وعدم مبالاة التي اعظم ماتنتهي اليه دائما هو التحليل السياسي الخاطئ باعتبارها مؤامرات خارجية !! نحن نعلم جيدا ان لاحياة لم تنادي ولكننا نذكر وان نفعت الذكرى ..فشط العرب هو نهر عراقي وعربي قبل كل شيئ وسوف اتحمل ماسينهال عليه من تهم نتيجة قول كلمة الحق هذه لكنني استنشق ماذكر عن امير المؤمنين الامام علي (عليه السلام) في قوله ( لاتستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه ) , فالمؤرخين عادة ما يتخذون من شط العرب حسب ماجاء بمعاهدة قصر شيرين عام 1639 والتي يعتبرونها اول معاهدة لترسيم الحدود بحسب موسوعة( انكارتا وموسوعة السياسة) والتي خلت من أي ذكر على كون شط العرب عربي المنشأ كون ان تلك المعاهدة قد وقعت بين اعظم امبراطوريات العالم وهي الامبراطورية الفارسية والامبراطورية العثمانية حينها قبل ان يتدخل الانجليز الذين حالوا تنظيم تلك الاتفاقيات عبر المجرى المائي حسب ماكانوا يرونه مناسبا لينتهي بشط العرب , لتئتي بعدها اتفاقية اوبرتوكول الاستانة عام1913 وبعدها معاهدة 1937 التي اعطت الحق لايران لتحريك ناقلاته النفطية عبر عبادان لكنها الغيت على يد شاه ايران عام 1970 الذي لم يكن مقتنعا بها تماما , ان موضوع شط العرب او نهر اروند رود كما يشير اليه مؤشر الجوجل مؤخرا مر بعدة مراحل واتفاقيات كما اشرنا له سابقا لكنه في النهاية سيبقى نهرا عربيا بالرغم من تنوع الاقلام وترسانة الاراء ولن يمحو الزمان ماتكتبه الحقيقة الخالدة ابدا
مقالات اخرى للكاتب