اليوم كنت قد قررت حال وصولي الى داري أن أكتب مقالتي المخصصة لمناسبة عيد المرأة ولكن الموضوع تأجل بسبب المصيبة التي حلت بمدينتي وهي حادث التفجير الأجرامي الذي حدث في سيطرة الاثار .. وقبل عودتي سمعت إن هناك إنفجارا حدث في سيطرة الآثار في الحلة فتوجهت كعادتي الى مستشفى الحلة التعليمي لتقديم المساعدة ونقل الجرحى ومعرفة حجم المصيبة من خلال الأحصائيات .. فوجدت عشرات الجرحى تغص بهم صالة الطوارىء ..المئات من المواطنين يبحثون عن جثث أبنائهم ثلاجة الجثث في الطب العدلي فتحت أبوابها وهي تستقبل جثث أولاد (الخايبات) النساء المترملات والمفجوعات بهول المصيبة يتصارخن حزنا على أولادهن وإخوانهن وأبنائهن شباب تحولوا الى ضحايا ورغم الخدمات وتواجد كادر المستشفى من الأطباء الى عمال النظافة في المستشفى لكن الحادث أكبر وحجم عدد المصابين والجرحى أعظم.هل كتب على الحلة الفيحاء أن تتلقى الفواجع الكبيرة؟ وهي التي إستذكرت قبل ستة أيام الذكرى السنوية لحادثة تفجير العيادة الشعبية الكبير الذي راح ضحيته أكثر من مائة شهيد.من أوصل العراق الى هذا الحال؟ ولماذا يموت أبنائنا بهذه الطريقة فيما ينعم السياسيون وأبناءهم بالأمن والأمان؟ لماذا يستشهد نوار أو علاء أو محمد أو عقيل أولاد الفقراء الذين تطوعوا لسلك الشرطة ليس حبا بهذا السلك ولكن لأعالة عوائلهم وعيشهم بكرامة فيما ينعم أولاد السياسيون أهل البدلات بالأربطة وبدون أربطة وأصحاب الدشاديش والعقال والدشاديش والغتر ومرتدي الشراويل والمعممين بالأمان وتحرسهم الحمايات.(إنها قسمة ضيزى) قالتها حنان الفتلاوي يوما التي أرادت أن يقتل سبعة من أبناء السنة مقابل مقتل سبعة من أبناء الشيعة وأنا أطالبها بتحقيق العدالة فحين يموت ويجرح أكثر من 70 من أولاد الفقراء والأبرياء يجب أن يقتل ويصاب مقابلهم 70 من أولاد السياسيين والوزراء والبرلمانيين أم إنني طلبت أكثر من حقنا.لماذا نموت ويقتل أبناءنا ليعيش حيدر العبادي وسليم الجبوري وفؤاد معصوم والبرلمانيين وباقي الشلة الفاسدة من الطائفين والمتحزبين والمختفين خلف الشعارات الطائفية الذين لايستحق أغلبهم أن يطلق عليهم كلمة إنسان؟ان المصاب جلل.. والحيرة أكبر .. ياسياسيو العراق بكل طوائفكم ومعتقداتكم و أريد منكم شريفا يرى صورة الطفل الشهيد المدد قرب السيطرة المنكوبة ويعلن إعتزاله السياسة ..أريد منكم شريفا يعترف إن مصائب العراق ومايحدث من قتل يومي هو بسبب التقاتل على المناصب والكراسي والمنافع الشخصية والحزبية فيما بينكم . أريد منكم شريفا يعترف بفشله وفشل حزبه وكتلته واللصوص الذين معه في إدارة البلاد .. أنا أنفخ في قربة مثقوبة.. أتصور أنه لايوجد فيكم شريف .. لو كان فيكم شريفا لدفن نفسه من الخجل وهو يرى حجم التفجير في سيطرة الاثار ولو كان فيكم شريفا لأعلن إعتزاله السياسة.ألا يكفي ماسرقتموه؟ ألا يكفي ماعشتوه من نعيم أنتم وأبناءكم وأحزابكم ؟ ألا يكفي ما ضحكتم به على أبناء شعبكم؟ بأنكم تقتلون لأنكم من الطائفة الفلانية ولأنكم تحبون فلان وتكرهون فلتان؟ فإذا كان كلامكم صحيحا فلماذا لاتقتلون أنتم وتلاقون مايلاقيه أبناء الشعب المظلوم ؟؟يا مجموعة اللصوص يامن أسميتم أنفسكم النخبة السياسية . إن الأحذية والبساطيل التي تركت على أرض سيطرة الآثار والتي تعود الى الجرحى والشهداء هي أطهر من أطهركم لأنها كانت تحمل أشخاصا ضحوا من أجل العراق وأبناءه وكانوا يحملون أرواحهم على راحة أيديهم وهم على علم إن الأرهاب يستهدفهم ولكنهم شرفاء مضحين .. وأنتم لم تجلبوا لهذا البلد سوى الويلات والتناحر السياسي والمذهبي والطائفي والفساد فقارنوا أنفسكم بهم فستجدون أنهم شرفاء وأنتم ..........!!!!.
مقالات اخرى للكاتب