تناقلت وسائل الأعلام في اليومين الأخيرين خبر مفاده إن رئيس الوزراء حيدر العبادي يبحث عن (10) مليار دولار يعني (مو عشر تالاف دينار) نعم عشرة مليار دولار ضاعت من أدراج إحتياطي البنك المركزي العراقي في زمن الحكومة السابقة وحقيقة تابعت الخبر في أكثر من قناة تلفزيونية وصحيفة والمبلغ الضائع لم يتغير رقمه . حقيقة حزنت على حال أعضاء الحكومة السابقة لأنهم متهمون بضياع هذا المبلغ وبدأت أردد مع نفسي حكومة فيها قيادة حكيمة (تنباك منهه عشر مليارات دولار) وخفت على أعضاء الحكومة السابقة أن يصابوا بجلطة من شدة الخجل والحزن ونخسرهم ولم يعد لنا قلب يتحمل حزنا على مسؤولينا. وأعطيهم الحق لأن هذه أول مرة يشهد فيها العراق ضياع مليارات الدولارات وسرقتها (مو؟ لو آني دايخ).
ولنحمل الناس على محمل حسن ربما ضاعت هذه العشرة مليارات دولار في إدراج أحد المكاتب أو نسيها أحد المسؤولين في جيب سترته التي ربما رماها في الشط أو أعطاها لفقير بعد أن إشترى سترة جديده. كل شيء وارد إلا أن تسرق (قابل إحنه وين ) نحن في بلد حر ديمقراطي فيه رئاسات ثلاث وبرلمان وهيئات رقابيه ومفتشين عموميين وهيئة نزاهة وإعلام حر.
انا العبد الفقير أشك بهذا الخبر هو محاولة نيل وتسقيط للحكومة السابقة التي لم تضيع دينارا واحدا من أموال الشعب الديمقراطي وهو الشعب الوحيد في العالم الذي ينتخب أناس ليسرقوه (مو؟ لو اني مامتأكد).
وقلت مع نفسي (ليش ما الحكومة السابقة تدور بجيوبهه يجوز يطلعن مضمومات بجيب الصفحة؟) لا هذه عشرة مليارات دولار وليست ورقة فئة عشرة الاف دينار ثم قلت مع نفسي (خل الحكومة السابقة ترمش عليهن يجوز تلكاهن) وعدت لألوم نفسي على هذا التفكير الساذج (قابل الحكومه ضايعلهه موبايل) .
يا إلهي عشرة مليارات دولار تسرق في زمن حكومة أغلب قادتها من مدعي حبهم لآل البيت الأطهار وأنهم محرروا العراق من الدكتاتورية والفساد (يالضيعتنا) و(يالبئسنا) لأول مرة في العراق يسرق مثل هذا المبلغ منذ التغيير في 2003.
وبدأت أفكر بصوت عال وتذكرت تلك السنين في سبعينيات القرن الماضي حيث كنت أعيش في قرية صغيرة وكانت تحدث بعض السرقات (مو مليارات) منجل أو مسحاة أو زنبيل أو واحدة من حاجات الحقل الضرورية وحينما ييأس صاحب الحاجة المسروقة من عدم عودتها إليه ينشر خبرا في القرية إنه سيرفع راية خضراء و(يسوط) بالعامية وأصلها بالعربية (يصوت) أي يعلى صوته في الدعاء على السارق ويحدد يوما مع وقت صلاة المغرب للبدء (بالصوت) ويبدءها ..(ياسامعين الصوت صلوا علنبي.. أولكم محمد ثانيكم علي .. عالزغار وعالكبار وعلجنين البعد ماصار.. عاللاكي أو شايف أو سامع (ويذكر الحاجة المسروقة) ويصيح بهذا النداء مرورا بكل درابين القرية ولكن قليلا ماكنا نسمع بهذا النداء لأن أعتى السراق ما أن يسمع بأن صاحب الحاجة المسروقة سيقوم (برفع الصوت) حتى يعيد الحاجة المسروقة الى مكانها دون أن يعرف به أحد لأن السراق في ذلك الزمان يستحون من الله ومن الناس. فأين سراق اليوم من سراق أمس الطيبون الخجلون ؟
فهنا أردت أن أقترح على السيد العبادي أن يصوت كما كانوا يصوتون في القرى من أجل استرداد السرقات وتذكرت إن سراق اليوم لايخجلون ولا يخافون الله فهل سيخافون من (ياسامعين الصوت منو لاكي 10 مليار دولار؟) كلا وألف كلا المسروق لايعود وعلى السيد حيدر العبادي أن لا يتعب نفسه في البحث والتحقق ويضيف العشرة مليارات دولار المسروقة في زمن الحكومة السابقة الى مئات المليارات التي سرقت وهدرت في تلك السنين العجاف و(علينه بالخلف وعليهم بالتلف) .
مقالات اخرى للكاتب