ترددت كثيرا قبل أن أكتب رسالتي هذه بسبب إنني في البدء كنت أريد أن أوجهها الى الله وأقوم بدور المنافق النمام وأدله على الفاسدين والمنافقين والكذابين والمرائين وحمالي الأوجه وبائعي الضمير والخونة وناكري الجميل وخائني العشرة والمتدينين باللسان فقط وغيرهم ولكنني إنتبهت الى نفسي لأجدها أمام الله تعالى ك"حنون" والذي قال عنه الشاعر "مازاد حنون في الإسلام خردلة..ولا النصارى لهم شغل بحنون" لآن الله مطلع على القلوب والعيون ويعرف الصغيرة والكبيرة فما أخبره به هو أعلم مني به وهو المسجل في سجلاته كل شيء فوجدت من الضروري أن أرسل رسالتي الى الشيطان خاصة إننا نعيش أيام الشقاق والنفاق وكذلك أيام رمي الحجرات والجمرات على الشيطان وهي من مراسيم الحج فكانت هذه الرسالة..
"عدوي الشيطان عفوا صديقي الشيطان لأنني أحتاجك في بعض المرات لأننا قد نحتاج الى الشياطين لمساعدتنا في بعض الأوقات وقد تعودنا منطلقين من المثل القائل (من تصير شغلتك يم الجلب صيحله حجي جليب) سأكتب لك حقيقة ربما كنت بعيدا عنها وتظن إن لك أعداءا كثيرون وتعيش العزلة والكآبة وسمعت إنك تنوي الهجرة الى دولة في الجوار ومنها ستنطلق الى دولة أخرى تقدر الشياطين وتحترمهم وأنا أقول لك وأنا مسؤول عن كلامي لاتهاجر فالعراق يحتاجك وكفاءة مثلك لايجب التفريط بها بسهولة ولتعرف حقيقة إن أكثر البلدان في العالم من يحترم الشيطان ويتبعه هو العراق ففيه الملايين من تابعيك ومؤيديك ولكنك ربما لاتعرفهم وربما يحبونك من طرف واحد وأنت لاتعلم بذلك وأنا أريد منك أن تتفاءل بالخير فأنظر الى هؤلاء الذين سيرموك بالحجرات في أيام الحج الكثير منهم يرمونك وهم غير مقتنعين بذلك خاصة إن أكثرهم يستعينون بك حال عودتهم في الكثير من تأدية أعمالهم اليومية وخاصة المسؤولين والسياسيين والتجار فقلوبهم معك وسيوفهم عليك.. فلاتبتئس فهم لايقصدون إيذاءك ولكنها فرائض لابد منها وسامحهم لأن هؤلاء مغلوبون على أمرهم.. وأذكرك أيضا بالمكثرين من لعن الشيطان وحمد الرحمن أرجوك لاتنقم عليهم أرجو متابعتهم فستجدهم من أقربائك وأحبائك وهم من يستعينون بك دائما وما اللعن إلا لطرد العيون وإقناع الناس بتدينهم وسلكهم طريق الحق..
نعم ياصديقي أذكرك أيضا بمحاربي الفساد ورافعي شعار كلا للفساد وجلهم من السياسيين فلاتغرنك شعاراتهم ومطالبتهم بتحقيق هذه الشعارات على شاشات التلفاز فهم كذابون ومنافقون فلولا الفساد لماتو جوعا كون الفساد هو مصدر رزقهم ورزق عوائلهم فهم بحاجة لك دائما فالكلام شيء والفعل شيئا آخر.
عليك أن تفرح كثيرا فأنت لا تعيش العزلة في العراق بالعكس لاتصدق مايقولون عنك ويدعون عليك بالنار السعير وإنما يدعون على أنفسهم لأنك دخلت في قلوبهم وأصبحت جزءا منهم فهم لايستطيعون الإستعانة إلا بك.
عدوي الشيطان عذرا وعفوا عن زلة لساني صديقي الشيطان أختم رسالتي بالإعتذار منك إن لعنتك يوما أو سألعنك لاحقا فلا يصيبك الزعل لأنني قد أكون مضطرا وذلك للحصول على مكسب من مسؤولي أو وجاهة بأنني متدين و"خوش ولد" أو أتقي بها شرهم ونصيحتي لك أن تأخذ العبرة وتبني على الأفعال وليس على الأقوال.
مقالات اخرى للكاتب