من راقب نتائج الإنتخابات الأخيرة بإمكانه تأشير بعض الأمور حولها :
* الكثير من الأعضاء الجدد ليس لهم علاقة تنظيمية بالكيانات الفائزة وانما دخلوا كمستقلين او كرغبة منهم في الحصول على دعم تلك الكيانات ، وهذا ينطبق ايضاً على من لم يفز ، ولا استثني اي كيان طبعاً ، وعمدت كل الإئتلافات الى حشو قوائمها الإنتخابية بما لذ وطاب من المرشحين اذا انها تعتبر حصولها ولو على صوت واحد مكسب لقائمتها ، وهذا دليل على خلو تلك الكيانات من الكفاءات المعتبرة بسبب ابتعاد الكثيرين عنها .
* بروز ظاهرة البرجوازية من جديد ، اذ غصت القوائم بالزعامات المناطقية والعشائرية والاجتماعية والتجار وفاز بعضهم كأعضاء في المجالس الجديدة ، ويعتبر ذلك كمؤشر ايضاً على فشل الطبقة السياسية واعتمادها على تلك الوجاهات ، هذا من جهة ، ومن جهة اخرى اقدم الناخبون على اختيار هؤلاء بسبب عدم وجود البديل ، ونفور الناس من العناصر المنظمة بعد تجربة وفشل مزمن لمدة 10 سنوات، لذلك فضلت الناس ان تعود الى زعاماتها التقليدية و من يمثلها مناطقياً او طبقياً او عشائرياً دون التفكير بقدرتهم على خلق الأفكار الناضجة والجديدة وتقديم حلول حقيقية للمشاكل الموجودة .
* بذخ هائل للمال خلال الحملات الإنتخابية نتيجة الإعتماد على الكثير من التجار وفوز بعضهم في الإنتخابات ، واعتقد ان لا مناص للحد من قدرة المال في لعب دور كبير في الفترة المنظورة على اقل تقدير ، ربما نحتاج لفترة اطول لنختار وفق ما يقدمه المرشح من برنامج سياسي وافكار ، بسبب الفقر الموجود وتفشي الفساد الاجتماعي بصورة عامة .
* استحواذ الأطراف على اغلبية المقاعد (الأقضية والنواحي ) وهيمنتها الواضحة بعد تهميشها تقريباً في الانتخابات الماضية ، وربما بسبب فهم الجمهور للعبة ورغبتهم في زج من يمثلهم ولكنه يؤشر ايضاً لتغلب قيم الأطراف المتشددة على القيم المدينية المنفتحة، وحتى من فاز من داخل مركز المحافظة له امتدادات عشائرية وعلاقات او انه اصلاً من تلك الناحية او ذلك القضاء
* ان فقدان الكثير من التيارات السياسية لا سيما الوسطية منها عزز من تواجد التيارات اليمينية الحديثة العهد بالعمل السياسي في ظل وجود يسار ضعيف يتعكز على الماضي ، مما غيب تماماً اي حراك سياسي جاد ، هناك يمين فقط يتبادل الأدوار ويعتمد على النفوذ الديني .
اعتقد ان ولادة تيارات سياسية جديدة سيفيد الجميع ، بما فيها الأحزاب الاسلامية وهذا ما سيجعلها تراجع كل شيء لأنها ستشعر بوجود منافس حقيقي ، خاصة من تستعمل الخطاب الطائفي في المناطق المختلطة .
* هناك وعي جديد لدى الناخب يختلف عن الإنتخابات السابقة لم تتم الإستفادة منه بشكل كبير ، ورغم انه اسقط محافظا ورئيس مجلس محافظة في الناصرية وعدد من المسؤولين ايضاً هنا او هناك ، لكنه بقي وعياً مشوشاً بسبب عدم وجود البديل .
* كل الكلام عن تقدم هذا الطرف او ذاك عن الإنتخابات الماضية ليس ذات قيمة فعلية مالم تتم مقارنته عبر تطبيق قانون سانت ليغو على النتائج السابقة .
( تعليقات من حوار مع الصديق حيدر الحجامي جمعتها هنا مع بعض الاضافات )