محافظة ذي قار التي يحلو لبعضهم تسميتها " الناصرية " رغم ان الناصرية قضاء من عدة أقضية مهمة وكبيرة لا تقل شأناً عنها ، وأبرز تلك الاقضية سوق الشيوخ مركز الشعر والأحزاب والجهاد ، والشطرة مركز الجمال و"الحسجة" والجهاد ، والرفاعي مركز الطيبة والكرم والجهاد .. وغيرها من الأقضية والنواحي التي تشترك جميعاً بمشتركات عديدة وأهمها الجهاد .
الجهاد في سبيل الله ، الجهاد في سبيل الوطن ، الجهاد في سبيل الحبيب . المهم أن شعب محافظة ذي قار شغوف بالجهاد والتضحية بالغالي والنفيس ولا تهمه الدنيا ولا الزخارف ولا البهارج ولا الرفاهية بقدر ما يهمه تقديم الغالي على مذابح الحرية ومذابح التضحية التي كانت ومازالت مستمرة في عراق الجهاد والتضحيات والموت المجاني .
ولأنها كذلك ، دأبت السلطات والحكومات على استغلال طيبتها وتضحياتها وكرمها أبشع استغلال ، فكل الحروب البعثية سابقاً والعبثية حالياً تكون حصة الأسد منها للناصرية ويكون عدد الأضاحي من خيرة شبابها يتجاوز الآلاف بين قتيل وجريح ومعوق ومفقود في نهرٍ أو وادي أو متفسخ الجثة بسبب الغرق أو الحرق أو غيرها من معارك الحكام الجدد في سبيل الكراسي اللعينة.
كل هذا والناصرية مستمرة بتقديم النفس والمال والأولاد، وفي الجانب السياسي هي المتصدرة دائما للمشاركة في التصويت على المرشحين لمجالس المحافظات ومجلس النواب الذي لم ولن يعمل من أجلها على اعتبار أنها طيبة ومجاهدة ومضحية دوماً ولا داعي لإرضائها لأنها راضية بقسمتها !!
ما حدث أخيراً من جريمة مروعة ليست الكلمات قادرة على وصف مأساتها وهمجيتها ووحشيتها وهي جريمة مقتل الآلاف في قاعدة سبايكر والمئات في سجن بادوش والعشرات هنا وهناك وأغلبهم من الناصرية حسب تصريحات رسمية عدا التصريح الأخير للناطق " الصحاف " قاسم عطا الذي قال ان عدد المفقودين أكثر من 11 ألف جندي وكأنه يقول 11 ألف دجاجة أو خروف!
وحتى لو كانت كذلك فإنها خسارة كبيرة للاقتصاد العراقي!!
هل ستستمر ذي قار ( الناصرية ) بتقديم الأضاحي بلا وجه حق وبلا مسوغ إلا لأنها طيبة ومجاهدة وفقيرة؟
هل سيبقى الاستحمار ساري المفعول من قبل قادة الكتل السياسية لهذه المحافظة والمحافظات الجنوبية المجاورة وتستمر صفة الشروكي ونعت المواطن الجنوبي بكلمة ( محافظات )!
ألا ينبض عرقُ هاشمي لأحد النواب الهاشميين ، أو ينبض عرقٌ قبلي لأحد النواب من شيوخ العشائر ، أو ينبض عرقٌ مدني لأحد النواب المدنيين ممن أهل ( الولاية ) كما يسمونهم ؟ّ!
أليس فيكم من سينتفض ليقولها مدوية بوجه البرلمان الجديد ويطلقها أمام وسائل الإعلام : يكفي أن تبقى ذي قار مُصدرة لأجمل الشباب الجنوبي ومستوردة لأبشع الجثث المتفسخة!
هل سنرى ذلك؟؟
مقالات اخرى للكاتب