يبدو ان الكرادة كتب عليها ان تستقبل الأعياد مضرجة بالدماء وتزف شبابها شهداء أبرياء الى المقابر, فلازال جرح الأمس لم يندمل بعد واثأر الدمار لازالت شاخصة رغم كل الإجراءات و لا زالت الشموع تطرز الأرصفة والشوارع ولا زالت أرواح الشباب ترفرف فوق المكان و دموع الأهل وعويل الثكالى لم تهجع ولا زالت هواجس الخوف تخيم على أجواء مدينة الكرادة (عروس بغداد ), لتستباح مرة أخرى ليلة الخامس من أيلول وتطعن خاصرتها بسيارة مفخخة تعيد مشهد فاجعة عيد الفطر قبل عيد الأضحى. هذه العمليات الإرهابية المنظمة تخلق تساؤلات وإستفهامات لدى الشارع العراقي والمتابع للمشهد السياسي.
فعلى الرغم من التحوطات الأمنية المشددة التي أمنت مرور العربات والأشخاص والسيطرة على تفتيشها بدقة بعد تفجير الكرادة المروع قبل شهرين وإشادة الحكومة العراقية بمهنية وولاء العاملين في الاجهزة الامنية لتوفير مناخات امنة للمواطنيين واعادة ترميم مواقع التفجيرات ومحاولة اعادة الحياة على سابق عهدها , الا ان شعور بدد كل هذه التوصيفات واثار في النفس هواجس الخوف المشروع وقض مضاجع الناس وخلق عدم ثقة واضح بعد التفجير الثاني ,وخوف مشروع اخطر من الايادي الخفية التي تتلاعب بسناريوهات المشهد الامني تبعا للتوقيتات وتداعيات أحداث المواقف السياسية التي تحدث بين الفرقاء وظاهرة التسقيط ونظرية المؤامرةعلى ما يبدو بان رسائل سياسية ترسل الى الطرف المقصود يدفع المواطن دمه وحياته فاتورتها وان هناك قوى تتحمى على الاجساد المتفحمة وتتلذذ براحة الموت, مشكلة العراقيون انهم أذكياء ويعرفون ما يخفيه القدر ويعرفون بان هناك تعريف في أدبيات العنف تشير الى ان "الإرهاب السياسي اخطر أنواع الإرهاب"
مقالات اخرى للكاتب