في كل القوانين الدولية والعرفية والانسانية ، وغيرها ، أن الجار يجب أن يحترم جاره ويعزز ثقته به ويحافظ عليه ، بحيث لا يفعل امرا ، او يقوم بعمل ما يغضب فيها جاره ، واذا حدث مثل هذا بين دولتين جارتين ، فأكيد أن الدولة التي فعلت في جارتها ما اثار حنقها وغضبها يدل على امور يريد المعتدي من ورائها اما تصفية حساب ، واما لديه اطماع سياسية يهدف من الوصول اليها .
وعليه ، كيف نفسر دخول قوة تركية بمستوى فوج مدرعة ومعها عدد من الدبابات والمدافع وآليات اخرى ، إلى الأراضى العراقية ، وبالتحديد فى محافظة الموصل ومن دون طلب أو إذن من الحكومة الاتحادية العراقية . الم يكن هذا انتهاك للسيادة العراقية وعم احترام الجيرة ؟ .
تركيا اليوم تتمادى في غيها ، وقد ابدت منها قضايا عديدة اغضبت الرأي العام ، ولعل اهمها قضية سقوط الطائرة الروسية وما تبع ذلك من ردود افعال لم تكن في صالح انقرة ولا حتى من صالح المنطقة .
نعم ، أن تركيا لها اطماع في العراق ، ورأت العراق يمر اليوم في ظروف صعبة وحرجة ، فتريد أن تنتهز هذه الفرصة ، التي بالنسبة لها ذهبية وسانحة لتنال ما تريد تحقيقه . واما بغير هذا فلا نستطيع أن نفسر مواقفها تجاه العراق بتفسير آخر .
وللشعب العراقي حق أن يسائل : ماهو موقف الحكومة ، وكيف انها سترد على تركيا ، ام هل انها ستغض الطرف عن ذلك ؟ . ما سمعناه عن الحكومة انها اتخذت موقفا ايجابيا ، بل وينم عن تحد ايضا فقد هدد رئيس لجنة الأمن والدفاع فى مجلس النواب العراقى ، حاكم الزاملى كردود افعال ، بأن العراق قد يضطر إلى طلب تدخل روسيا لـردع الأتراك .
واذا فعلا تدخلت روسيا في هذه القضية الحساسة جدا ، فأن امريكا سوف لن تسكت ايضا ، فأما تقف بجانب حليفتها تركيا ، بغضا في روسيا ، واما أن تكون مع العراق على اعتبار انها هي من اوصلته الى ما هو عليه الآن من مشاكل سياسية جمة ، سواء على المستوى الداخلي او على مستوى خارجي .
الزاملي وعد بأن البرلمان سيجتمع قريباً لبحث قضية الاعتداء التركى على اراضينا ، ما يعني أن القضية ليست بالسهلة ، لكن الجانب التركي الى الآن لم يفسر لنا اسباب وجود هذه القوة العسكرية ، وما تعني ، اليس هذا امرا غريبا ، ؟ . و الاكثر غرابة ، كما يقول الزاملي هي تصريحات وزارة البيشمركة التي أعلنت عدم علمها بوجود هذه القوة العسكرية التركية التي دخلت الموصل . فالذي نشتف منه أن الاقليم متواطئ مع الاتراك ، والا كيف أنه لم يعلم ذلك وهو محاذيا من تركيا ، بينما الحكومة في بغداد وحصل لها العلم .
مقالات اخرى للكاتب