بعد متابعاتي البسيطة لمواقف المرجع علي السيستاني ازاء القضايا والمسائل المهمة التي يكثر فيها القيل والقال نجد أغلبها ... مواقف ضبابية غير واضحة يحوطها الكثير من الغموض ويوجد تضارب في الأحكام والمواقف وهي كثيرة جدا ... فمن مسألة احتلال العراق ومن ثم مسألة التطبير وبعدها وقوفه على مسافة واحدة من السياسيين إلى الانتخابات ومن ثم موقفه من القانون الشرعي الجعفري .... ألخ!!
فمسألة احتلال العراق صدر بيانا بضرورة مجابهة قوات الاحتلال دفاعا عن الوطن والدين ومن ثم صدر بيانا وتصريحا من وكيله مدير مؤسسة الخوئي في لندن عبد المجيد الخوئي(رحمه الله) بأن المرجعية العليا تدعو بعدم مجابهة قوات التحالف وهو نفس ما صرح به قال البريغادير جنرال فينسنت بروكس خلال مؤتمر صحافي بمقر القيادة المركزية في قطر ... وإن معتمدي المرجعية (العليا) كانوا ما بين مؤيد لفتوى المرجعية التي صدرت من العراق وبين رافض لها ومؤيد لبيان عبد المجيد الخوئي فوقعت الناس في حيرة !!
أما مسألة التطبير لا يوجد حكم منشور له على موقعه الرسمي فقسم من أتباعه سألوا بعض معتمديه فأجابوهم بعدم التطبير والقسم الآخر أجابوهم بجوازه! 
أما بخصوص موقفه القاضي بوقوفه على مسافة واحدة من السياسيين فهذا شيء عجيب كيف يكون على مسافة واحدة من الفاسد والنزيه والمخلص والخائن ... ألخ وبعد فترة يخرج سياسي يناقض وقوف المرجعية (العليا) على مسافة واحدة من السياسيين ويقول انه مصدر مقرب وأنه الوحيد الذي يلتقي بالسيستاني وكذلك مسألة الانتخابات حيث يحث على المشاركة فيها ويؤكد انه على مسافة واحدة من الجميع في حين أن وكلاءه ومعتمديه يحثون الكثير من أتباعهم على انتخاب فلان وفلان عبر المجالس وعبر تعميم رسائل موبايل وغيرها من الطرق ؟!
أما بخصوص القانون الشرعي الجعفري فممثله في كربلاء السيد الصافي يبارك هذا الانجاز لحسن الشمري بعد لقائه به وكذلك المصدر المقرب أو السياسي المقرب وبعدها يخرج خبر منسوب للمصدر المقرب يبين موقف المرجعية (العليا) أنها ليست مع القانون لان الظروف غير مهيأة وأن تمريره صعب ومن ثم يخرج المصدر المقرب ويكشف الستار عن حقيقته ويصرح باسمه وعنوانه ووظيفته ويدلي بتصريح آخر وبعد ذلك يخرج استفتاء ويدعي أن كل ما قيل كذب محض وأن المرجعية (العليا) أو مكتبها ليس لها أي اتصال بالوزراء ! وتغافل صاحب الاستفتاء عن إعطاء رأيه بالقانون وكأنه يقول للجميع (ابقوا دايخين) وعليكم استنباط الموقف الحقيقي والصحيح للمرجعية (العليا) من المصادر المتعددة وهي الاستفتاءات المزورة والمصادر المقربة والأخبار الكاذبة ... 
وفي نهاية الأمر اكتشفتُ أن أهم شرط لابد توفره في كل من يريد تقليد المرجعية (العليا) تقليدا صحيحا ينجيه من نار جهنم هو أن يكون مجتهدا بحيث يستطيع استخراج الموقف الحقيقي والصحيح للمرجعية (العليا) من الاستفتاءات المزورة والمصادر المقربة والأخبار الكاذبة مع الأخذ بعين الاعتبار انه لا يمكن الاعتماد على المعتمدين والوكلاء والمقربين من على شاكلتهم ! بصريح نص الاستفتاء المثبت والموجود في الموقع الرسمي للمرجعية (العليا) هذا فيما يخص بجميع القضايا السياسية ... 
http://www.sistani.org/arabic/statement/1469/
http://www.sistani.org/arabic/statement/1490/
وأما الفقهية منها فيمكن مراسلة الموقع لإستحصال الجواب وإذا لم يتم الإجابة على سؤالك فعليك بالاجتهاد ومعرفة الجواب أو العدول عنه إلى غيره ممن يكون موقفه واضحا أزاء جميع القضايا التي تعصف بالمجتمع والأمة ويكون شفافا في التعامل وتستطيع أن تجلس بجانبه وتتكلم معه وهو يستمع إليك ويعطيك الجواب الشافي بخصوص أي قضية ! 

من كتاب لأمير المؤمنين (عليه السلام) إلى قثم بن العباس وهو عامله على مكة: 
أَمَّا بَعْدُ فَأَقِمْ لِلنَّاسِ الْحَجَّ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ وَاجْلِسْ لَهُمُ الْعَصْرَيْنِ فَأَفْتِ الْمُسْتَفْتِيَ وَعَلِّمِ الْجَاهِلَ وَذَاكِرِ الْعَالِمَ وَلَا يَكُنْ لَكَ إِلَى النَّاسِ سَفِيرٌ إِلَّا لِسَانُكَ وَلَا حَاجِبٌ إِلَّا وَجْهُكَ وَلَا تَحْجُبَنَّ ذَا حَاجَةٍ عَنْ لِقَائِكَ بِهَا فَإِنَّهَا إِنْ ذِيدَتْ عَنْ أَبْوَابِكَ فِي أَوَّلِ وِرْدِهَا لَمْ تُحْمَدْ فِيمَا بَعْدُ عَلَى قَضَائِهَا. نهج البلاغة ص457.

ومن كتاب لأمير المؤمنين (عليه السلام) كتبه لمالك تلاشتر (رضوان الله عليه):
وَأَمَّا بَعْدُ فَلَا تُطَوِّلَنَّ احْتِجَابَكَ عَنْ رَعِيَّتِكَ فَإِنَّ احْتِجَابَ الْوُلَاةِ عَنِ الرَّعِيَّةِ شُعْبَةٌ مِنَ الضِّيقِ وَقِلَّةُ عِلْمٍ بِالْأُمُورِ وَالِاحْتِجَابُ مِنْهُمْ يَقْطَعُ عَنْهُمْ عِلْمَ مَا احْتَجَبُوا دُونَهُ فَيَصْغُرُ عِنْدَهُمُ الْكَبِيرُ وَيَعْظُمُ الصَّغِيرُ وَيَقْبُحُ الْحَسَنُ وَيَحْسُنُ الْقَبِيحُ وَيُشَابُ الْحَقُّ بِالْبَاطِلِ. نهج البلاغة ص441 

وفي الختام أقول: أعانكم الله يا مقلدي المرجعية (العليا) لأن تقليدكم صعب جدا