في مثل هذا اليوم وقبل 52 عاما سفكت دماء الاف الارواح الزكية والطاهرة دفاعا عن الوطن وكرامته وعلى رأسها روح الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم ورفاقه الابرار , ضد بقايا المغول واحفاد جنكيزخان .
من يتذكر سيرة الرجل لا يفوته تذكر النفس الوطني والروحية العالية في حب العراق والعراقيين وخاصة الفقراء منهم ما ميزه عن جميع السياسيين السابقين واللاحقين حتى يومنا هذا .
و لأنه لم يكن طائفيا .. ولانه لم ينحاز الى فئة ضد أخرى .. ولانه وحد العراقيين تحت خيمة العمل من اجل العراق ..
ولأنه انجز ما لم يتمكن غيره من انجازات لحماية الوطن وحفظ مستقبله ..
ولانه ورفاقه رأوا في خيرات العراق ملكا للجميع وبلا استثناء وخطا احمرا لم يسمح بتجاوزه
فقد اصبح الرجل مصدر قلق للطائفيين والاقطاعيين وعبيد السلطة وكل المفلسين اخلاقيا ممن اصبحوا سياسيين ( هكذا سمتهم مصادر تمويلهم ) لاحقا فتآمروا عليه وقتلوه صائما في شهر من الحرم بمقتلة شنعاء خلت من كل صفة انسانية .
و رغم اخطائه التي رافقت مسيرته وهو من البشر وليس من الانبياء المعصومين , فان تلك الاخطاء لم تشكل مبررا لقتله لولا شهوة السلطة والحسد وغريزة الانتقام لدى المتضررين من الاقطاعيين والظلمة وخدامهم من رعاع الهتافات والقلم المرتشي والشقاوات وقطاع الطرق .
لكن ماذا حل بقاتلي الزعيم ؟ لم يبق منهم واحد الا وقتل من قبل رفاقه شر قتلة برصاص او اصطدام سيارة أو فنجان قهوة او انقلاب … أو اكله المرض في دمه او راسه . لكنهم جميعا وحًدهم قلق مشترك ونار في القلب هي ما يتعرض له القاتل وان طال به العمر .
ومن بقي من هؤلاء القتله او ابنائهم الذين يتسيدون المناصب العليا والدنيا في دولة اليوم , لا تزال تقرأ في وجوههم التي تتآكل يوما اثر يوم , او كروشهم التي تسمن حقدا وسحتا , لا تزال تقرأ في هذه الوجوه القميئة ذلك التوجس والقلق والرعب من مصير محتم لن يكون اهون ممن سبقوهم من شركائهم في الجريمة التي لاتنسى .
سيبقون جزعين مرعوبين من حب الناس لرجل احبهم واحبوه باقيا حتى بعد 52 عاما .
لن تشفع لكم املاككم … لن تشفع لكم تجمعاتكم وخطبكم التي ( تلموهه) بالترهيب تارة وبالرشاوي تارة ..
لن تنجيكم سعفاتكم ايها الطغاة …
لن تمنحكم فضائياتكم العاهرة ماينقصكم من جاه..
لن يفيدكم الويسكي ولا الفودكا ولا الفاليوم في جلب النوم الى رؤوسكم ..
الميراث الوحيد الذي ستتركوه لابنائكم واحفادكم هو هذا القلق من رصاصة او حادث غير مؤسف او فنجان قهوة .. او ورم لا شفاء منه .
مقالات اخرى للكاتب