تحولت بعض الجامعات العراقية الى مايشبة المحميات السياسية والعائلية بفضل الفساد السياسي الذي انسحب من الحكومة الى باقي مؤسسات الدولة ومنها الجامعات حيث أعطت المحاصصة السياسية حصانة مطلقة فوق القانون لبعض رؤساء الجامعات للعمل كيفما شاء واينما شاء هذا بعد ان فقد هؤلاء الذين آمنوا بالمحاصصة السياسية قضايا مثل الأخلاق والضمير والدين والاعراف والتقاليد الجامعية والقوانين التي أصبحت حبرا على ورق . وبالتالي استخدموا الحصانة السياسية لخدمة عوائلهم ومصالحهم الشخصية بعد ان مات ضميرهم الوطني والديني والانساني فتحولت بعض الكليات الى كليات عائلية فتجد اخوات العميد وبنت اخوة وأزواج بناته بدون ضوابط قانونية أو شرعية وخارج إطار الضوابط فتجد من تعين في كلية الطب من ليست له علاقة بالطب من قريب او بعيد كما تجد ان اخت العميد عاطلة عن العمل تستلم الراتب فقط وليس اي دور في كلية اختصاصها من اهم الاختصاصات ورغم كل هذه المفاسد يتم ترقية هؤلاء المفسدين من قبل الأحزاب التي تدعي الاسلام الى درجات اعلى فيتحول من عميد كلية الى رئيس جامعه كانت في يوم من الأيام من اهم وارقى جامعات المنطقة ولأنه مستصحب الحصانه السياسية بالفعل والقانون الحزبي وليس الوضعي او الشرعي فانه يستمر في نهجه الفاسد بل يتوسع به لانه ” من أمن العقوبة اساء الأدب ” لذلك يتوسع الفساد العائلي هذه المرة ليشمل الجامعة باكملها فيدخل الى لعبة التعيين الاخوة واولادهم والاخوات واولادهم وأزواج بنات الاخوة وزوجات أبناء الاخوة لتتحول الجامعة الى مايسمى ” جامعة العائلة السعيدة ” ويكون ما يقارب العشرين او اكثر من أقارب رئيس الجامعه قد تحولوا الى كادر يدير الجامعه ولا يتوقف الامر عند هذا الحد بل يصبح دورا سلبيا مؤثرا في مسار الجامعه الاداري والعلمي والثقافي والاخلاقي فبالإضافة الى وجودهم العبثي فانهم يتحولون الى عامل معيق للعملية العلمية والتربوية ولمسيرة التعليم الجامعي ذلك ان أفراد عائلة السيد رئيس الجامعة سرعان مايقومون بالاستيلاء على المناصب الإدارية اضافة الى قيامهم بدور أساسي في صناعة القرار الاداري على أساس الولاء العائلي والسياسي والمحاباة والمصلحية فتبدأ مسيرة الجامعه العلمية والإدارية بالانحدار السريع بصورة لا سابق لها وتتحول عملية الادارة الجامعية الى عملية عائلية – سياسية مصلحية ويصبح النفاق الاجتماعي احدى اليات إدارة الجامعة . وهذا كله من تبعات المحاصصة السياسية التي أعطت حصانة نفعية لرئيس الجامعة الذي تحول الى مايشبه الإمبراطور سلطتة فوق القانون لاتحكمه قوانين ولا لوائح ولا أعراف .
مقالات اخرى للكاتب