Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
شجاعة مصلاوية
الثلاثاء, آذار 8, 2016
حسن النواب

بعد يومين من إحتلال الدواعش لمدينتي أم الرماح ، نصحتني أمي بوضع الحجاب على رأسي وإرتداء ملابس سوداء طويلة قبل ذهابي الى الجامعة ، لم أقتنع بنصيحتها وهممت بمغادرة المنزل كما تعوّدت طيلة حياتي ان اكون بشعر طليق وملابس جذابة ، لكن أمي لاحقتني وأغلقت باب الخروج بوجهي وقالت بصوت مرتعش : سيصلبونك على باب الدار اذا خرجت على هذا الحال ، أذعنت لنصيحتها أخيرا وهي بالواقع أوامر صدرت من قبل الظلاميين بالتقيد بملابس جاهلية فرضت على جميع النساء ، ومنذ سنتين أصبحت أشبه بسعلاة مخيفة بهذه الملابس التي ماعادت تفارق جسدي عندما اذهب الى الجامعة ، في غضون أسابيع بعد سيطرة الخفافيش على مؤسسات المدينة وممتلكاتها ، شعرت كأني بمدينة لا أعرفها ، ليست هذه الموصل الحدباء ، إنّما مدينة بزغت فجأة من عصور مظلمة ، كأنها عجوز شمطاء ! يافطات سود تملأ الشوارع عليها شعارهم المريب ، ورجال أغراب بملابس أفغانية ولحى بشعة وضفائر طويلة يحملون أسلحة فتّاكة يجوبون الأسواق والأحياء السكنية ومن عيونهم تتطاير قطعان غربان تنعب بوجوه الجميع ، حتى الجامعة تحوّلت بغفلة عين الى سجن رهيب ، وقاعات الدرس بدأت تخلو يوما إثر آخر من زملائي الطلبة ، ثم إختفى فجأة "يونس " ذلك الطالب الجامعي المهذب الذي كان يجلس بجواري اثناء المحاضرات ، كنت أضمر بقلبي عشقا نقيا له ، وعرفت من زميلة مقرّبة انه إنخرط معهم بعد ان غرروا به وأصبح يحمل ساطورا لجز رقاب الأبرياء وقد أطلق لحيته وإستبدل إسمه من يونس الى أبي طلحة الجزيري ، ليس هذا فحسب ، بل تغيرت مناهج الدراسة ، وتوقيتات المحاضرات ، طالما يداهم المحاضرة مجموعة منهم مهددين ومتوعدين ، كما ان أساتذة الجامعة اطلقوا لحاهم على مضض حتى يتجنبوا حفلات الجلد والطقوس الدامية لجز الرؤوس ، وتحوّلت مختبرات علمية الى منابر قميئة يلقون منها خزعبلاتهم علينا ونحن لاحول ولاقوة ، في كل قسم هناك جامع ومؤذن ، لا احد يتخلف عن مواقيت العبادة ، في قاعة شبه مظلمة يحشرون الطالبات لتأدية الصلوات والإستماع الى إرشاداتهم الدينية المتطرفة ، ذات يوم تأخرت احداهن عن موعد الصلاة فتم جلدها امام انظارنا بخمسين جلدة من قبل أمرأة كأنها دبابة ومغطاة من رأسها حتى أخمص قدميها بالسواد ، بينما إنتشرت مجاميع نسوة ملفعات بسواد يحملن " كماشة" وهي آلة نحاسية يضغطن بها على اجساد السيدات اللواتي لا يتقيدن كليا بإرتداء الملابس السوداء ، رأيت بعيني كيف ان الكماشة اللعينة قرصت جسد فتاة مراهقة بقسوة لأنها نسيت ارتداء قفازتيها ، تصرفاتهم الوحشية جعلتني أكره نفسي وفقدت شهيتي بمواصلة الحياة ، بعد ان اخبرني الجيران بتفاصيل ذبح مراهق وسط ساحة الحي من قبل جزّار شيشاني ، لأنهم ضبطوا المراهق يستمع الى أغنيات أجنبية ! طباع أهل الموصل إنقلبت رأسا على عقب ، جارنا الآخر كان قبل احتلال الدواعش للمدينة ، نسمع من حديقته كل مساء أغاني عبد الوهاب وأم كلثوم وفريد الأطرش ، بينما تحوّل مرغما لسماع التواشيح الدينية الآن ، فكّرت بالإنتحار نتيجة قنوط وكآبة شديدة تحتويني ، لكني تراجعت عن هذه الفكرة ، وقررت مع بعض زميلاتي الطالبات القيام بمغامرة خطيرة للإنتقام من هؤلاء الهمج ، بعد ان جاء احد هؤلاء الوحوش الى قاعة الدرس وعرض علينا ضرورة الإنخراط بجهاد النكاح ، وأمهلنا يوما واحدا لإتخاذ القرار ، على إثر ذلك تركت الجامعة مع معظم زميلاتي ، وبدأنا بمغامرتنا الخطيرة ، كل واحدة تنفذ الفكرة بطريقتها الخاصة ، اذ نجحت بإستدراج احد هؤلاء القتلة الى منزلنا بعد الإتفاق مع والدتي على خطّة مقتله ، كان القاتل من جمهوية الصين الشعبية ، تركته بغرفة الضيوف ثم عدت حاملة قدح عصير برتقال ممزوج بزعاف فتّاك ، بعد  ان كرعه الى نهايته ، لم يصمد سوى ثلاث دقائق ولفظ أنفاسه ، بينما تولى ابن جيراننا مهمة التخلص منه ، بعد ان حمله في سيارته وحرقه مع اكوام القمامة عند اطراف المدينة ، نجحت من زهق عشرة أرواح شريرة منهم بغضون شهر ومن جنسيات مختلفة ، اجل لقد اصبح ديدني هو الإنتقام من هؤلاء الوحوش ، مادمت اتنفس هواء فاسدا بمدينتي بسبب عفونتهم التي لا تطاق ، ولا أظن اني سأخفق بمغامرتي هذه ، سيقف الله معي حتماً ، مادمت احلم بحياة أخرى لمدينتي الحبيبة نينوى الخضراء


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.4694
Total : 101