معركة بدر، فتح مكة ، معركة الزلاقة بالأندلس، معركة وادي لكة، موقعة حطين واسترداد بيت المقدس ، معركة عين جالوت ، فتح جزيرة رودس فى سنة 53 هجرية، موقعة البويب بين المسلمين بقيادة المثنى والفرس وانتصر فيها المسلمون،معركة القادسية بقيادة سعد بن أبي وقاص، معركة عمورية ، فتح بلاد الأندلس بقيادة طارق بن زياد، النصر العظيم للجيش العربى المصرى على اسرائيل فى العاشر من رمضان سنة 1393هجرية ، كل هذه المعارك وغيرها حدثت في شهر رمضان الكريم ، ففي رمضان من السنة الثانية للهجرة خرج المسلمون بقيادة رسول الله "ص" ليعترضوا قافلة لقريش يقودها ابو سفيان، ولكن ابا سفيان غَيّرَ طريقه الى الساحل واستنفر اهل مكة، فخرجوا لمحاربة المسلمين والتقى الجمعان في بدر في السابع عشر من رمضان سنة اثنتين للهجرة ، ونصر الله رسوله والمؤمنين رغم قلة عددهم وعدتهم فقد كانوا ثلاثمائة وسبعة عشر وكان المشركون اكثر من الف وأثمرت نتائج النصر ثماراً كثيرة، فقد ارتفعت معنويات المسلمين وعلت مكانتهم عند القبائل التي لم تسلم بعد، واهتزت قريش في اعماقها وخسرت كبار صناديدها وأعمدة الكفر فيها، وأخذت تعد للثأر والأنتقام. وخلال سنة تحققت للمسلمين في المدينة عوامل أمن خارجية وداخلية فقبائل غطفان وسليم التي كانت تعد لمهاجمة المسلمين بلغها انتصار المسلمين في بدر وتحركهم بعد ذلك لضربها، فخافت وتركت ديارها وخلفت غنائم كثيرة للمسلمين، كما أجلي بنو قينقاع إحدى قبائل اليهود لكيدهم بالمسلمين وعدوانيتهم،كانت تلك الغزوة فرقانا بين الحق والباطل، تلك الغزوة التي جعلت للمسلمين كيانا مهابا وجانبا مصونا . وبعد هذه الغزوة اصبح للمسلمين كيانا ماثلا لأعين الكفار يحسبون له الف حساب ولا يجرؤون على تجاهله، بعد ان كانوا مستضعفين لا يكترث بهم بل ويستهان بهم ، اصبحوا بعدها قوة ضاربة يهابها الكفار. فكانت تلك الحادثة عرساً حقيقياً في رمضان وفرحاً صادقاً للمسلمين في شهر الفرقان، وفي رمضان في السنة الثامنة للهجرة تحقق اكبر فتح للمسلمين وهو فتح مكة المعقل الأكبر للشرك آنئذ، فقد نقضت قريش الصلح الذي عقدته مع المسلمين في الحديبية ؛ وكان رسول الله "ص " قد عزم على فتح مكة، فأخذ يُعِدّ العدّة لذلك في سرية وخفاء. وفي اليوم العاشرمن شهر رمضان في السنة الثامنة من الهجرة تحرّك عشرة آلاف صحابي تحت قيادة رسول الله "ص" لفتح مكة، وخرجوا من المدينة وهم صائمون، وكان الليل قد دخل، فأمر رسول الله بإيقاد النار، فأوقد الجيش نارًا عظيمة، مما أدخل الرعب في قلوب المشركين وتحرّك الجيش، ودخل رسول الله "ص" مكة، واتجه إلى ذي طوى، وخرّ ساجدًا شكراً لله على ما أكرمه به من العزة وذلّ الكافرين. وفي ذي طوى قسّم رسول الله الجند، فسار الزبير بن العوام بجزء من الجيش، وانطلق سعد بن عبادة بقسم آخر، ثم أخذ علي بن أبي طالب الراية، ودخل خالد بن الوليد مكة من جانب آخر، وسار أبو عبيدة بن الجراح بين يدي رسول الله حتى نزل أعلى مكة.ولم يلق المسلمون أية مقاومة تُذكَر أثناء دخولهم مكة سوى بعض المناوشات بين خالد بن الوليد وبعض رجال قريش هرب المشركون بعدها، وقد أمر النبي "ص" أصحابه بألا يقاتلوا إلا من قاتلهم.وبعد أن هدأت أوضاع الناس دخل رسول الله "ص" المسجد الحرام وحوله الأنصار والمهاجرون، ثم طاف بالبيت وفي يده قوس، وحول الكعبة ثلاثمائة وستون صنمًا، فأخذ يطعنها بالقوس، ويقول: (وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا). وأخذ الرسول "ص" مِفتاح الكعبة من عثمان بن طلحة، وفتحها ثم دخلها، فرأى صورًا فمحاها، وحطّم الأصنام، ثم صلى في داخلها، وخرج فوجد المسجد قد امتلأ بأهل مكة ينتظرون مصيرهم، فخطب فيهم، ثم قال: "يا معشر قريش، ما ترون أني فاعل بكم"؟ قالوا: خيرًا، أخ كريم وابن أخ كريم. قال: "فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوته: لا تثريب عليكم اليوم. اذهبوا فأنتم الطلقاء". ثم أعطى رسول الله مفتاح الكعبة لعثمان بن طلحة. وتمّ فتح مكة، وكان لهذا الفتح أثر كبير في تاريخ البشرية، فقد قضى على الأوثان والشرك في مكة تمامًا، وتسابقت الشعوب والقبائل إلى الدخول في الإسلام، ودخلت الجزيرة العربية بأكملها في دين الله، وبدأ الرسول "ص"في بعث الرسل إلى البلاد المجاورة كما وضع الأسس الخالدة التي قامت عليها الفتوحات الإسلامية، مثل عدم الاعتداء على المدنيين، وعدم قطع شيء من النبات بلا فائدة، والعفو والصفح عند المقدرة . وهاهو رمضان يطل علينا وارض السواد تعاني من غصّة كبيرة ولوعة عظيمة في قلوب العراقيين الأبرار ، بعد ان غزت شرذمة الظلاميين من الدواعش والخونة مدن الموصل الحدباء وتكريت صلاح الدين وام البرتقال ديالى والأنبار خيمة العراق الكريمة ، ولم تعد هناك لذة وشهية في موائد الأفطار ، مادام اهلنا في تلك المدن المسبية يعيشون بظروف قاسية ودامية ، وكيف نهنأ بلقمة طيبة عند الأفطار والدواعش يستبيحون كل شيء ؟ فكم من رمضان مر على العراقيين وهم يعانون من ويلات الحرب ، وفطورهم مطبوخ بنيران المدفعية والمفخخات والقصف العشوائي وزخ الرصاص الأعمى ،واذا كانت البصرة قد اتخمت من القصف في حربنا مع ايران ، فهاهي الموصل وتكريت وديالى والأنبار تختنق بالبارود والقتل العشوائي في هذه الساعات ، ندعو الله ان يقف معنا لتحرير جبين العراق وجناحيه الجريحين وخيمته الكريمة من شرور الظلاميين وعفونتهم بشهر رمضان ، فهو شهر الجهاد عند المسلمين الأحرار ، واننا ننتظر البشرى في قادم الأيام ، والنصر حليف العراقيين الأحرار ان شاء الله .
مقالات اخرى للكاتب