تُثفّى الروحُ مِن وَجعٍ فتَغلي
وتُروى النفسُ من أجَجٍ فتَصْلي
وبغداد الهوى ألما أراها
و(سامرّا) بها تبدو كطلِّ
مُعللتي بأحلامٍ سَتزهو
بأيّامٍ إذا سُقيتْ بكُلّ
ولا أدري بما أدري وأدري
بأنّ وجودَنا رَهَنٌ بشلّ
وأنّ زماننا يُزري أسانا
وقدْ فتكتْ بنا أممٌ لجَهلِ
وحَيْثُ مَسيرنا يَكبو ويَخبو
أتيناها بجائرةٍ وسَمْلِ
سَفحْنا كلّ سُلاّفٍ لمَجدٍ
وأوْهَيْنا مَواضِعَنا بعُضلِ
وما سَمقتْ حياةٌ في رُبانا
كأنّ دموعَنا أعذاقُ نخلِ
بلى والله قد هُنّا وتهنا
وأنكرنا مُقارعةً لذلِّ
تتابعنا وما تعِبتْ خُطانا
فأتبَعنا مَواجعَنا بغُلِّ
وأسْلمنا لداهيةٍ وهوْلٍ
كأنّ العسرَ في يسرٍ يُحَلّي
فعنْ أي الْمرامي يا زماني
نسائلُ حالةً فينا ونُمْلي
يؤوسٌ واهمٌ يبكي ويشكي
وفيْضُ عقولِها يُهدي ويُجْلي
فلا تحزنْ ولا تيْأسْ وتنسى
بأنّ بذورَها تحيا بوَيْلِ
وما ذهبتْ براعِمُها وتبقى
تؤمّلنا بمُنطلقٍ لحَلّ
أرى أمما من الأغلال تُدمى
وتسعى نحو عاليةٍ وفعْلِ
وأمّي ذات إيمانٍ بإلاّ
وهلْ أوفى منَ الإلا كخِلّ
فحَطّمْ كلَّ مُبتأَسٍ وبادرْ
إلى أملٍ وأنوارٍ ونَهْلِ
سَنحيا رُغمَ عاديةٍ وأخرى
ففينا صوتُ أكوانٍ ورُسْل
ومَنْ بلغَ المعاليَ ذاتَ يومٍ
سيأتيها بمُفزعَةٍ لذُهْلِ
فقلْ (عربيْ) ولا تخشَ انْتسابا
لساطعةٍ ومُقمرةٍ بليلِ
كجَوْهرةٍ مُعززةٍ بفخرٍ
جَهلناها ومِنْ جَهَلٍ أَ نُدلي
تعيشُ بلادُنا أبدا وترقى
وتمضي نحو ساميةٍ ونُبْلِ
فشرْعُ حَياتِها أنوارُ فكرٍ
وتبشيرٍ براعيةٍ لعَدلِ
وما هانتْ ولا خارتْ قِواها
وأنَّ بها مُتاوَقةٌ لقُبْلِ