اذا ما نويت ان ادلي بصوتي وكان لي الاختيار بين مطشر السامرائي وبين برلماني اخر قد ادعى انه يدعو الى الغاء قانون التقاعد الخاص بالنواب وبالامتيازات الممنوحة لهم، فاني سانتخب مطشر السامرائي.
ذلك لانه صادق فيما قال، فهو لم يدع الى ما لا يرغب فيه، لقد كان صادقا مع الناس ومع نفسه، اما اولئك الذين تبدو عليهم علائم السخسخة والنغنغة، والذين لا يجهل الشعب حياتهم المترفة، والذين يدعون انهم مع الغاء قانون التقاعد والغاء الامتيازات، او اولئك الذين ادعوا انهم قد تنازلوا عنها ولم يشارك اي جرذي منهم في تظاهرة الاحتجاج على سفالة توزيع الارزاق في العراق الطغمقراطي، فانهم كذابون ودجالون، يراهنون على ان غيرهم سيكفيهم شر الاختيار لبقاء كل قانون ينص على منح ما يصح وما لا يصح لهم.
ولما كانت مناقشة امتيازات النواب ومخصصاتهم وامتيازاتهم، تجري بصورة سرية، تلك التي يتفقون جميعا على تمريرها رغم الاتهام الموجه للبعض بانهم ارهابيين او قتلة صداميين، يثبت ان المصالح وليس المباديء هي الحاكمة وهي التي تحضى باوليات النواب، اذ يحرص النائب على ما يدخل جيبه حتى لو كان ما يجخل جيب الاخر يساعد على استمرار الارهاب في قتل العراقيين.
انا اعتقد ان مطشر السامرائي هو اشرف من محمود المشهداني الذي يتقاضى الاف الدولارات دون عمل، ويظهر في قناة الشرقية في صالون سيدهم الرئيس، كشتيمة متعمدة توجها فضائية الشرقية عن عمد وغاية الى الشعب النائم على عسل الوعود كما قال المبدع الجواهري، ومع ان كل ظهور لمحمود المشهداني وضيوفه المتنعمين يشكل اهانة مباشرة للمواطنين، الا ان الشعب نائم لا يستيقظ ويطيح بهياكل سوء ولؤم الكتل، ولا يلاحظ الفرق بين الدواح في صالونات التنعم والرفاهية والغرف الحمراء والسواح في مزابل القمامة والتسول.
حتى مصطلح الدياحة هو مسروق من تعبير لمحمود المشهداني الطبيب الذي نسى مهنته وامتهن الاسلام فابدع في الغش وفي فن النصب فتمتع بكافة الصفات التي تؤهله ان يكون رئيسا للبرلمان.
ففي سؤال لعماد العبادي عن احقيته بخنصرة 57 مليون دينار عراقي شهريا، وهو المستقيل الذي بعرف القانون لا يستحق تقاعدا، رد هذا المحتال الاسلامي الخبيث مبررا تقاضيه راتبا خرافيا لم يعد به الله العشرة المبشرين في الجنة الذين لا يطمحون باكثر من نكاح الحوريات والغلمان المخلدون وملأ المعدة بلحم الطيور، قال المشهداني بان من غير المعقول تصور ان يبقى رئيس البرلمان دائحا في الشوراع.
نتسائل هل كان هذا المشهداني دائحا في الشوراع قبل ان يصبح رئيسا للبرلمان؟ وان لم يكن كذلك فلماذا لا يعود الى ممارسة مهنته التي ينتفع منها الناس بدلا من ان يكون دائحا في استوديوهات الفضائية الشرقية؟
وهل ان من شروط ان يكون العراقي او العراقية عضوا برلمانيا، ان يكون دائحا او دائحة في الشوراع فينقذه او ينقذها البرلمان قبل ان تلتقطه الدوحة ليكونوا نساء ورجال دائحين في شوراع الدوحة او في استوديات الجزيرة مثلا؟
اننا نفهم ان تكون التبعية للدوحة من مستحبات الالتحاق في البرلمان العراقي في بعض القوائم، والدياحة في طهران من ايجابيات قائمة المالكي وعمار/ اما ان تكون الدياحة شرطا مسبقا فهذا ما لا يستطيع احد فهمه!!
كما ان يمنح التقاعد البرلماني الباهظ لكي لا تحل الدياجة كما تحل التسونامي على النواب، هو امر يستوجب الدراسة والتحليل من دواح مكتب رئيس الوزراء، الذين يجهل الجميع شكل ومكان دياحتهم.
على الشعب الا ان يتجنب الدوخة في التفيق بين الدياحة والدوحة. او ان يدوح الشعب هو الاخر في مقولات رجال الدين الذين يفتون بالصبر على مر السلطة وينهون عن التغيير لان الشعب برمته سيكون دائحا في مدارات اللا معقول