المفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق حذرت من مخاطر زيادة الهجرة غير المشروعة وخاصة من الشباب اعداد كبيرة تسافر الى بلدان اخرى حتى لوحظ انهم يستعينون بمجاميع التهريب المنتشرة في بعض البلاد المجاورة ومنها تركيا التي غدت مركز تجمع وانطلاق لهم ورغم تحمل المهاجرين مخاطر كبيرة لهذه الغرض وقد وقعت حوادث مؤسفة ادت الى وفاة اعداد منهم ظاهرة يرى المراقبون للمشهد العراقي بانها تبعث على القلق البالغ وتهدد بافراغ البلد من من طاقاته الشابة والمثقفة والاكاديمية وقد ساعد على توسعها فقدان مزيد من الشباب لادنى امل بتحسن اوضاعهم المعيشية والاجتماعية والاقتصادية في المستقبل القريب لكونها تؤثر على مستقبل البلاد كثروات بشرية وايدي عاملة في بناء الاقتصاد العراقي في المجالات الصناعية والزراعية والتعليمية وتطالب الحكومة بوضع الخطط الكفيلة باستقطاب الطاقات الشبابية خاصة ان الهجرة اصبحت لاتقتصر على الشباب فقط بل شملت عوائل بأكملها ملف لابد ان تعمل وزارة الهجرة والمهجرين والمؤسسات ذات العلاقة من بحثها ومعالجتها بشكل فعلي وسريع ومحاولة الحد من اسبابها ولو بأضعف الايمان … هي ظاهرة غير مسبوقة حتى في مراحل 2006 اثناء الاقتتال الطائفي بسبب الاوضاع الامنية والاقتصادية خاصة ان بعض الدول الاوربية من بينها النمسا والمانيا ووفق حسابات الربح والخسارة اعلنت عن قبول هذه الاعداد من المهاجرين غير الشرعيين للاستفادة من طاقاتها على المدى البعيد فقد طالب كارل آيجينجر الخبير الاقتصادي ورئيس معهد البحوث الاقتصادية الحكومة النمساوية (رسمي) بالعمل على دمج 70 ألف لاجئ في الاقتصاد النمساوي من خلال تبني استراتيجية وطنية في أقرب وقت و ضرورة إدماجهم في سوق العمل بشكل سريع , داعياً المدرسين المتقاعدين مبكراً إلى تعليم أطفال اللاجئين ومؤكدا ان المهاجرين يمثلون فرصة كبيرة لأوروبا لأنها تتعامل مع مجتمع عجوز…ليطلع السياسيون العراقيون رسميون وبرلمانيون كيف تفكر اروبا وكيف نحن عليه في ان نترك هذه الطاقات الشابة من الخريجين والكفاءات ليهاجروا دون ان يرف لهم طرف عين بل تبرر وزارة الهجرة بانه (ليست لديها عصا سحرية لحل هذه الموضوع)!!.. وحتى وزير الخارجية والاندماج النمساوي سابستيان كورتس طالب بالتدريب المهني للمؤهلين باعتباره خطوة هامة لتحقيق الاندماج والتعايش في المجتمع وتتوقع وزارة الداخلية النمساوية أن يتجاوز عدد طالبي اللجوء 70 ألف شخص بنهاية العام الجاري، مقارنة بالعام الماضي حيث كان عددهم 28 ألف فقط وترى المفوضية العليا ان اثار هذه الهجرة باتت واضحة في الجوانب الاجتماعية بزيادة نسب العازفين عن الزواج وازدياد نسبة العنوسة الى 400 بالمئة وتأثيراتها النفسية على الاسر والعوائل المهاجرة خارج البلاد وامام تلك المشاهد المأساوية التي تعرضها الفضائيات يوميا لجموع المهاجرين ومعاناتهم وتلك الجثث الطرية من الغرقى للاطفال والنساء وكبار السن وهي تطفو على سواحل البحار والمحيطات .. اردد مع نفسي مقطعا من قصيد الشاعر عبد الوهاب البياتي (علمت – إني هارب طريد …في غابة في وطن بعيد..تتبعني الذئاب عبر البراري السود والهضاب..حلمت – والفراق يا حبيبتي عذاب – إني بلا وطن..أموت في مدينة مجهولة ..أموت يا حبيبتي.. وحدي بلا وطن ). ويبدو ان البياتي قد توقع ما سيكون عليه ابناء وطنه في زمن غاب فيها القمر..
مقالات اخرى للكاتب