المتقاعدون ..شريحة خدمت الوطن باخلاص بعد ان غزت وتراكمت في اجسادهم الامراض جراء سنوات الخدمة العجاف التي تربو على الثلاثين ويزيد هذه الفئة اي (المتقاعدون) لم تنهب المال العام كما هو بعد الاحتلال عام 2003 بمليارات الدولارات من الصفقات المشبوهة والعقود المزورة ولم تتهم بالفساد الاداري وغسيل الاموال والتزوير وليست هي طرف في قضية المصارف الاهلية والرسمية بعد ان اصبح السارقون خارج البلد ومع ذلك ورغم الدنانير المعدودة لرواتبهم فقد طالتها مقص الاستقطاعات بحجة التقشف مع انهم اصلا متقشفون منذ احالتهم الى التقاعد او (المعاش) كما يحلو للاشقاء المصريين تسميتها !! ويبدو ان موجة وعواصف الاستقطاعات في رواتب صغار الموظفين والمتقاعدين مستمرة لان تباشير !!
الموازنة المقبلة لعام 2017 هي كذلك زاخرة وسخية بالاستقطاعات والمتقاعدون مشمولون ايضا مع باقي السواد الاعظم من فقراء هذا الوطن وفي نهاية كل شهرين يدور المتقاعد في دوامة تبدأ من الانتظار متى تتصدق !!
الدوائــــــر المعنية سواء المصارف او دائرة التقاعد بارسال قوائم الرواتب الى مراكز التـــــــــوزيع والمتقاعد يقف امام الموظف صاغرا ينتظر خلف الزجاج والذي معظمـــــــهم لايقوى على الوقوف اصلا لساعتين في المصرف لاستــــــــلام تـــلك الدنانير الشحيحة بعد ان فتكت به امراض السكري والفقرات والضعط والذبحة الصدرية لتوضح له مقدار المبلغ المستقطــــــع بل تكتفي فقط بعبارة (ياله وقع باصـــبعك)!!
مع ان معظم دول العالم ترسل رواتب المتقاعدين الى منازلهم او (فوكه بوسه) ونحن في العراق نعرض فئة المتقاعدين الى تعذيب جسدي ونفسي وكأنهم ارتكبوا معصية لانهم خدموا وطنهم كل من موقعه باخلاص وتفان..
ومع ذلك تمر ايام من الشهر والرواتب تتاخر لاسباب ومعاذير غير المنطقية من الجهات ذات العلاقة دون الاكتراث ان هذه الملايين من عباد الله من المتقاعدين مسؤولون عن اسر وعليهم دفع الايجار ومتطلبات العيش التقشفي ..ففي هذا الشهر كانون اول الجاري مر اكثر من اسبوع على بدايته دون تباشير دفع رواتب للمتقاعدين وكل جهة تضع اللوم على الاخرى ..
ويتساءل مـــئات المتقـاعدين امام احد المصارف عند سماع جواب (ماكو رواتب ) هل يرضى السادة الموظفون المسؤولون عن تيسير الرواتب في موعدها ان لاتصرف لهم رواتبهم الشخصية ولو تاخر يوم واحدا ؟
هي تساؤلات يضعها المتقاعدون امام الجهات الحكومية في مجلسي النواب والوزراء مطالبين بأن الذي لايمكنه من اداء واجبه بدقة وامانة ولا يلحق ضررا مباشرا بقوت الشعب ومصدر الارزاق ومنهم المتقاعدون ان يتنحى جانبا ويحل محله مديرا كان او مديراً عاماً لديه القدرة للانجاز بدلا من التصريحات الصحفية التي لاتسمن ولا تغني من جوع .. يكفي الاستهانة بمقدرات البشر الذي وصلوا الى قاع الفقر .
مقالات اخرى للكاتب