كنا نسمع سؤالا يوجه الى بعض الكتاب عمن تأثروا بهم من الكتاب فتاتي اجوبة عديدة فمنهم من تأثر بـ التكرلي واخر بـ ذو النون أيوب وقسم آخر يُرجع تأثره الى غوغل أو تشيخوف وثالث يؤكد تأثره بـ همنجواي أو ستاينبك أو وليام فولكنر ..أو مارك توين وبرنارد شو .... وهكذا .
انا أفهم أن هذا التاثر جاء بسبب جهد هؤلاء المذكورة أسماءهم ، وعديدين غيرهم ، من تأسيس افكار واقعية ومؤثرة في حياة الناس وبالتالي تمكنوا من أقامة مدارس فكرية وادبية يفخر بها القراء والمثقفون على السواء وفي كل بقاع المعمورة .
والعراقيون على تباين مستوياتهم الثقافية يفخرون بالمدرسة الفكرية التي اسسها أجيال من الكتاب العراقيين المعروفين محليا وعربيا وعالميا .
كان هذا في زمن الورقة والقلم والطابعة الميكانيكية !!!!
أليوم وفي زمن الورق الالكتروني والطابعة الرقمية تزدحم الشبكة العنكبوتية بكم هائل من كتابة جديدة أسميها " كتابة السب والشتيمة ... والفشار " . ولا يعنيني هذا النوع في خارج العراق .... أبدا .
بعض الكتاب من هذا النوع يحشد جميع امكانيات ألـ كي بورد لقذف أطنان الكلام البذيء بوجه من لا يتفق معه في الرأي او من ينتقد اسلوبه سواء في الاداء الوظيفي أو في الكتابه .
أما أذا أختلف هذا البعض " سياسيا " مع بعض آخر فألأمر يتعدى الى نهش الاعراض والتنكيل بالسيرة الشخصية حتى وان أضطر الى أستئجار أشخاص متمكنين من حرفة ألـ فوتو شوب .
بعض آخر يتجاوز خصمه الى عائلته فقد قرأت لاحد مستخدمي الشبكة تجاوزه بالقذف على والدة أحد المسؤولين ليختم مقاله بوضع " قندرته " على شارب هذا المسؤول واللي خلفوه كما ورد في نص المكتوب . أستحي من تسميته بالمقال .
وأسأل بمشروعية الحرية :- أية مدرسة تنتمون اليها ؟!!؟ بمن تأثرتم؟
وأسألهم أيضا :- ما معنى حرية التعبير عن الرأي بظنكم؟
وأسألهم كذلك :- أية مدرسة تنوون تأسيسها ؟؟ وأي جيل تريدون أن يتتلملذ على أيديكم ؟؟
بعض هؤلاء يطرح نفسه ككاتب ساخر . وهنا المصيبة الكبرى .
اصبحت السخرية في زماننا وعلى يد هذا البعض ممن يدعي الانتماء الى المدرسة الساخرة ، أصبحت مجرد مفردات يعف عن ذكرها حتى الكثير من بائعات الهوى وسماسرة الدعارة .... أجلكم ألله !
وأذا تناولنا مثالا للكتابة الساخرة عالميا فأن ملكها ، برايي الشخصي ، يكون ج . ب. شو. أنتقد هذا الرجل يوليوس قيصر دون أدنى كلمة تخدش الحياء ... وفي عمل آخر تراه يسخر من نابليون ويعرض همجيته للاضواء دون أدنى جرح ..وفى عمل ثالث ينتقد العسكر الهواة الذين وصفهم بـ دون كيخوت ..كذلك بلا أذى. وفي كل هذه الاعمال يشير بأصبع واضح وقوي ومؤثر الى من عاصرهم من الديكتاتوريات والجلادين والعساكر الفاشلين . أوضح الرجل الفكرة وأثر في المجتمعات .
وأود ان أوضح وبتاكيد أن الساحة الثقافية العراقية لاتخلو من القلم الحر العفيف وفي مساحة واسعة ..... هي المؤثرة فقط في فكر العراقي الذي " يقره الممحي " ولا يبذر وقته في قراءة ما يسيل له لعاب بعض أصحاب المواقع الالكترونية .
مقالات اخرى للكاتب