بقلم: البروفيسور فرديناند فون بروندزينسكي – رئيس جامعة روبرت غوردن – أسكتلندة
حين نطالع ماتنشره المجلات السياسية والأقتصادية في أيامنا هذه فاننا لابد أن نعثر على مقالة فيها تتناول موضوع التعليم العالي وتركز في الأساس على أن نموذج الجامعة التقليدية في العالم المتقدم بدأ يتهاوى من أوجه عديدة منها المباني والبنى التحتية والأجهزة التي تزايدت أثمانها كثيرا والأساتذة من ذوي الكفاءات العلمية العالية الذين أجتذبتهم الصناعة وتدخل الحكومات الكبير في شؤون الجامعات وتقديمها الشيء اليسير لها وعدم تمكن الطلبة من دفع أجور الدراسة الجامعية العالية والتقنيات التدميرية التي بدأت تعصف بالمؤسسات التعليمية القديمة وغير ذلك من الأسباب. ويضيف البعض أن حزمة المشاكل المتنوعة والعويصة هذه سوف تؤدي بالكثير من الجامعات الى الأفلاس.
أن مثل هذا التكهن الآخير لايمكن أن يؤخذ على عواهنه فقد أثيرت مثل هذه التكهنات مرارا وتكرارا في العقد الأخير حول أندثار مؤسسات تعليمية. لكننا في واقع الحال لم نلاحظ حصول مثل هذا الأمر ألا في حالات محدودة فمازالت بعض تلك المؤسسات تؤدي أعمالها رغم الصعوبات الواضحة التي تواجهها ، كما تعلمت الكثير من الجامعات في أداء أعمالها من منهجية عمل الشركات من خلال أستجابتها للتحديات المالية وقيامها بتخفيض التكاليف الى حد كبير وعلى نحو فوري.
مع ذلك هناك تغيير يلوح في الأفق فالمقررات الدراسية الجديدة عبر الأنترنت ، ومنها مايدعى ب MOOCs *، تخلق بيئات ونتائج جديدة. في هذا الشأن أصبح التفاعل مع الشركاء الخارجيين شيئا مألوفا للجميع تقريبا كما أصبح البحث العلمي يتلائم في الغالب مع التوجه نحو الأبداع التكنولوجي الوطني.
وأذا أردنا البحث عن نماذج جديدة للجامعات فعلينا أن نجد أطارا مقبولا لتقييمها أضافة الى طرح أهم سؤالين يتعلقان بالتعليم العالي هما: (1)ماالأهداف التعليمية التي نسعى لتحقيقها؟؛ (2) ماالدور الذي يضطلع به البحث العلمي؟ أنا شخصيا ألاحظ أن أولئك الذين يناقشون الأبداع والتجديد في التعليم العالي يتناولون الأمر من زاوية القدرة ، أي أننا نقوم بمثل هذا الأمر لأن (بمقدورنا) أنجازه وليس من زاوية المبدأ ، أي أننا نعمل ذلك لأنه (يتعين علينا) أن نحققه.
أقول بأختصار أذا ماأفلست جامعات معينة فأظن أن الأمر يعود الى تقصيرنا نحن وعدم معرفتنا بأهداف التعليم العالي ذاته فهناك في الواقع أكثر من نموذج للجامعة جدير بالقبول لكننا يجب أن نكون على بيّنة بطبيعة تلك النماذج والأسباب التي تحفز الناس على الأنضمام ألى تلك الجامعات.
• هي مقررات دراسية مجانية عبر الأنترنت لاتترتب عليها أية درجة علمية وهي مفتوحة لجميع الراغبين في التعلم من مختلف الجنسيات بصرف النظر عن مستوياتهم التعليمية الحالية (المترجم).
• http://universitydiary.wordpress.com/
مقالات اخرى للكاتب