اعتدت ان اركن سيارتي على جانب الشارع ثم اعبر للجهة الاخرى والقي نظرة عجلى على دجلة وهو يتهادى بين الكرخ والرصافة في المنطقة القريبة من جسر الجمهورية ثم اعود الى عملي لاقضي سحابة النهار بين العمل والروائح المنبعثة من مطعم قدوري وهو جارنا اللصيق لكن هذا اليوم وصلت متأخرا مع حفاظي على طقسي الذي اصبح معتادا برؤية دجلة حتى لو انتصف النهار وعند عبوري الشارع وجدت مخمورين يجلسان على السياج المنخفض والفاصل بين شاطيء النهار وناصية الشارع وهم يتحاوران حد الجدل بقضية اقرار البرلمان لقانون العشائر فشعرت بالاحراج اذ كيف يصح ان يناقش السكارى قانون العشائر بهذه الاهمية وانا اتجاهله لا بل اعتبرته وقتها مزحة سمجة من مقدم القانون ومن قائم بقرائتين له لكن عندما عرفت من الرجلين المتحاورين باقراره صدمت وعلمت انه اصبح واقع معاش فقررت الاصغاء لحوارهم وان سنحت الفرصة مشاركتهم ولما اقتربت بحذر منهم وسألت بعد السلام عن الضرر في اقرار قانون للعشائر في مجلس النواب هنا فقد اتزانه القريب مني وقال مخاطبا زميله الاخر :
تفضل اغاتي هذا المايعرف سعرها يكول شنو الضرر من اقرار قانون للعشائر بمجلس النواب ولك عمي باجر تصير سوالف مو ع البال انت تعرف السياسيين اشكد نهبوا من العراق وليش اقروا هذا القانون ؟ سألت بهدوء : ليش عيني ؟ فقال بعد اشهر يقترب موعد الانتخابات والناخبين كلهم مقررين ماراح ينتخبون هاي الوجوه ( المصخمة ) هاي اذا راحو للانتخابات والكل تعرف ان شيوخ العشائر اهل طلايب ومجاملات وبيهم شبه من السياسيين بالبوك والحرمنه والتلفلف وشغلة الطايحه وحدر الفراش وللاجاويد والمنكولين وغيرها من الدوالغ مالتهم ومعلوم الناخبين كلهم ولد عشائر ومعلوم مره لاخ العراقي بس حرك غيرته على عشيرته مو ينسى شنو باك السياسي يمكن ينسى حتى العراق مقابل العشيرة وعليه السياسيين دفعوا القانون للبرلمان واتفقوا ويا النواب على تمريره حتى باجر من تجي الانتخابات رؤساء وشيوخ العشائر يبيضون وجوه السياسيين ويجبرون عشائرهم على انتخابهم بعدما يلتقي الشيخ والحرامي عفوا قصدي السياسي ويدفعله المقسوم وبيوم الانتخابات يصير السياسي ابن اجاويد وحمولته 8طن وبيه غيره على الدين والمذهب وشين التعرفه احسن من زين الماتعرفه واحنا ناس ندور ستر ولازم ننتخب فلان وعلى العشيرة ان ماتنتخب غيره لان وعدنا بتعين 130 واحد من شباب العشيرة وتخلص الانتخابات واذا نفس الوجوه المصخمة ترجع تكوش على كلشي بفضل قانون العشائر . فقال الثاني بهدوء مخاطبا زميله : يااخي ليش اتدوخ نفسك هاي ناس فهمها بطيء وقانون العشائر ماينهظم الا بتشريب باقلاء وقدوري قريب شنو رايك نروح نكمل حوارنا جوه .
مقالات اخرى للكاتب