في القرى المحيطة بالموصل وعلى مشارفها وقريبا من بواباتها تجري حوارات ساخنة مفرداتها رصاص وتكتب بين المتحاورين رسأئل مدادها دم النحور وفي كل ساعة تحترق المسافات بين المتحاورين بالرصاص ويقترب من بعضهم البعض اكثر حتى يرون رسائلهم الى بعضهم دما عبيطا يطرز بدلات المحاربين من كلا الطرفين ويرسم تحية الوداع الاخير , يشغلهم حوارهم عن كل شيء عداه وعيونهم جميعا تتجه نحو الموصل المدينة مادة حوار الرصاص وهدفه مدافعين ومهاجمين .. تموت احلام وتوئد آمال وتؤجل اعمال وتلغى رغبات ويستحكم امر واحد هو الدخول الى جوف المدينة رغم شدة امتناع المحاور الاخر عن السماح بذلك ويتناوب الليل والنهار والحوار بلا فترات راحة او توقف .. تزداد كمية الرصاص المرسلة من طرف لاخر حسب سخونة الحوار وشدته . هذا مايجري منذ ايام على جبهة الموصل اما جبهة الفيسبوك المتأثرة بحوار الموصل بعيدا عن لغة الرصاص ففيها حوار من نوع اخر ربما اجاد الشاعر رسم صورته حين اوضح:
خلق الله للحروب رجالاً
ورجالاً لقصعة وثريدِ
حوار القصعة والثريد الجاري على صفحات الفيسبوك لايمت لحوار الرصاص في الموصل بصلة ولم يكن صفحة مكملة له انما هو حوار متخم بالجهل والانانية والطائفية والاتهامات المتناثرة يمينا وشمالا خاليا من الانصاف والحكمة والتروي واستجلاء الموقف .. نكاته سمجة .. اراؤه فطيرة .. تشخيصاته غبية .. مواده الفلمية فبركها حاقدون وحرص على رؤيتها جاهلون بعدها دخل المغرضون فحولوا الفيسبوك الى سوق نخاسة وضيع يشتمون فيه من يخالفهم وينبشون الماضي لاستخراج ماتعفن فيه مغلفينه تحت معلب قضايا تاريخية ليشعلون فيه اوار رخصهم وجهل الاخرين متناسين عن عمد واضح ان من يتحاورون في الموصل بلغة الرصاص ويموت بعضهم في العراء او بجانب بناية انهكها القصف المتبادل او من يحترق في بطن دبابة او همر او في بيت من بيوت المدينة هم عراقييون قبل اي مسمى او انتماء اخر وضعتهم ظروف قهرية في وضع لم ولن يرغبوا فيه والجأتهم الى حوار بالرصاص يخطف الاعمار ويقتل كل فرصة للحياة ويجعل من التوابيت صناديق مقفلة لآمال واحلام وشباب بعمر الورود تتحرك بهم نحو باطن الارض من دون امل بالعودة , فهلا تعفف فروج اهل الفيسبوك من حواراتها وتصغي الى حوار الرصاص في الموصل .؟.
مقالات اخرى للكاتب