منذ ان بدأ العالم المتحضر التعايش السلمي وتشابك المصالح والحاجة الى ممثل في كل بلد اصبح (السفراء ) مقيمون في البلدان الاخرى لرعاية مصالح بلدانهم وهؤلاء السفراء لايقيمون في غير العاصمة بسبب حاجتهم للقرب من مركز القرار في الدولة التي يمثلون بلدهم فيها ولم يشهد التاريخ ولو ظاهرة واحدة تتمثل في ايفاد سفيرين لدولة واحدة الى دولة اخرى او وجود سفير لاينتمي لدولة في بلد اخر واعتادت الدول ان تنشأ ( حي دبلوماسي ) في عواصمها ليسكنه اولئك السفراء حماية لهم ومنعا من الاختلاط المفتوح مع المواطنين خوفا من التجسس او شراء الذمم وحرصا على الامن الوطني وسارت الدول والبلدان على هذا المنوال سنين طويلة ولم يشذ عنها الا العراق وتحديدا بعد عام 2003 وهذا الشذوذ اصبح فاحشا وملفتا للنظر ولو كانت هناك دولة بالمعنى المتعارف عليه في عرف الدول لما سكتت عليه في العراق اذ انتشرت مسميات لمسمى لاوجود له على ارض الواقع مثل ( المستشار .. الدكتور .. الخبير .. الاستاذ .. السفير ) وتناثرت هذه الالقاب على الحمقى والمعتوهين وفاقدو الاهليه والعهار والقوادين بكرم لم يعرفه حاتم الطائي في زمنه فمن هرب زباؤنها وبارت بضاعة جسدها وكسد عندها كل شيء انقلبت بقدرة قادر الى شيئ اخر وحملت احد هذه الالقاب ومن فشل في كل شيء حتى كتابة اسمه او النجاح كـ( عربنجي ) في الباب الشرقي اصبح مستشارا يزور المؤسسات ويغدق عليها استشاراته مجانا ويلتطق في اروقتها الصور ومن بارت بيده مهنة النصب والاحتيال منح نفسه لقب (الدكتور ) وحضر المؤتمرات والتجمعات متباهيا بصفاقته و(مغلس ) على الشتائم والسخرية التي تصك مسامعه ومن فقد او فقدت كل شيء حتى ورقة الحياء منح نفسه او حصل عليها من نظير له صفة (السفير ) ولايهم نوع السفارة المهم يكتب امام اسمه في صفحات الفيسبوك ( السفير ) علما ان حتى كلمة ( السفيه ) او (السخيف ) هو دونها وهذه هي الطامة الكبرى اذ لاسلطة قادرة على مسائلتهم على الاقل مع ان اسائتهم واضحة للعيان ومادامت السلطة غير قادرة على اعادتهم الى وضعهم السابق ونزع هذه الالقاب والصفات التي اساءوا لها ولحملتها الحقيقين عنهم نتمنى ان يبادر مجلس النواب الى اصدار قانونين في آن واحد الاول ان تكون ( ذيل العجل ) عاصمة تسلم بها اوراق اعتماد كل السفراء والمستشارين والخبراء والاساتذة والدكاترة المزيفين فقط والثاني ان ينشأ فيها حي دبلوماسي مزيف لكن على غرار مستشفى الشماعية يفرض عليهم قضاء باقي ايام اعمارهم فيه .
مقالات اخرى للكاتب