اكثر مظاهر الكرم عند العراقيين وضوحا في مجال الوقت فهو عندهم ( مكوم ) وعلى رأي المصريين ( على قفا من يشيل ) لذا تبغددوا به في المقاهي والزحامات والكيات وعلى نواصي الشوارع وفي التجمعات وبعدين ( ليش مايصير العطال بطال خوارده بالوكت ) ولو هي حتى الدوائر اغلبها بطالة مقنعة وكثير من الموظفين لم يكن اعتمادهم على الراتب لان الراتب مهما ضخم لايكفي ثلاث زيارات لاحد مطاعم العاصمة التي حملت اسماء مغرية مثل (عيون بغداد ) و(مزاج ) و(واحة العائلة ) وغيرها من الاسماء التي نراها من خلال الصور المنشورة على صفحات الفيسبوك والموائد المزدانة بالمقبلات من ( التبوله الى بابا غنوج ) التي تسبق ( الكنتاكي ) وحبايبه من مالذ وطاب (وجيب اكل واخذ صور ) وناشر الصور يعرف هو والاخرين الراتب لايحتمل هيك مصروفات قوية ويعرفون ايضا ان اغلب موظفي الدوائر التي تتعامل مع المواطنين يعيشون على الاتاوات والرشى والهدايا وقليلا من السرقات وبعض الدعوات في هذه المطاعم من اصحاب المعاملات , وبما ان الوقت (بلاش) والجلوس في المقهى لايكلف اكثر من (500 ) دينار نصفها للماء والنصف الاخر للشاي قررت ان اجاذب احدهم طرف الحديث عن ردة فعل المسؤولين العرب على الضربة الامريكية لسوريا قبل ايام فسألته : ماذا كانت ردة فعل السادة المسؤولين العرب على قيام ترامب بضرب سوريا باكثر من ستين صاروخ ؟ اعتدل في جلسته ونظر يمينا وشمالا فذكرني بمن يظهرون في البرامج السياسية على الفضائيات تحت عناوين سياسيين ومحللين ستراتيج ومنظرين وخبراء وسرد كثيرا بعيدا عن سؤالي ولما حاولت انهاء الموضوع واخباره ( عرب وين وطنبوره وين ) قال ( اصبر جايك بالجواب ) هنا فقد جارنا الاخر صبره ورمى قنينة الماء بعيدا والتفت مخاطبا المتكلم : ( اخي صارلك ساعه تثرد بصف الماعون متفهمني وين تعلمت هذا الخرط .. بابا افتهموا امريكا سووت مؤتمر قمة عمان حتى تصالح السيسي وسلمان والسعودية دفعت فلوس الصواريخ وفوكهن اكرامية وقبل يومين سافر ابن ملك حسين والسيسي لامريكا ووراهم راح ريس فلسطين وراح يسوون حلف سني بين مصر والسعودية والاردن والامارات يوكف بوجه ايران ياعرب ياردة فعل انت تدري وزير خارجيتنا لحد الان يدور على مفردة كونفوشيسيه يدين بيها الغارة وريس الحكومة كاسرها بتصريحين واحد مايشبه اللاخ حتى اذا شاف العين الحمره من ترامب ينكر واحد منهن واذا مشت الامور هو ضارب تصريحين بحجر وكل الرؤسا العرب على هاي الشاكله وبعدين يرحم موتاك هو العاجز عن الفعل منين يجيب ردة فعل ؟) وهنا فقد الاخ المحلل قدرته على الصبر وغادر المكان من غير استئذان .