ما الذي تريد من كاتب يحلم بمستقبل, جميل للأجيال,في بلد مطعون.تنسف معالمه الحضارية بين الحين والأخر, بعبوة الفكر الظلامي , و معول الحق الممسوك بيد الباطل, تهدر دماء أهله, وتدك قلاع علمه أما عينه ,ليس أمامه الا كشف الحقيقة بكل مرارتها, و رسم لوحة" أمل" خارج إيقاعات الزمن.
يلعب الأمن التربوي دورا مهم في أنتاج التحضر والأمن والاستقرار " فكما يقال بناء مدرسة يغنيك عن بناء مستشفى وغلق مخفر شرطة" بمعنى ادق ان الجيل المتعلم يعرف الثقافة الصحية ويحترم القانون لذلك نرى كل بلدان العالم المتحضر والغير المتحضر تهتم بجوانب التربية والتعليم بدا من رعاية الأطفال والشباب والاهتمام بالدراسة الابتدائية وصولا الى التخرج من الكليات والمعاهد كونهم يشكلون الرصيد الاستراتجي للبلدان ومن ثم تؤمن لهم الوظيفة لخلق تنمية مستديمة قادرة على استثمار كل الإمكانيات المتاحة بصورة علمية, الا ان الصورة مغايرة بكل تجلياتها في المشهد العراقي التربوي , حلقة " هدم المدارس " واحدة من حلقات سلسلة طويلة ضاربة في عمق العملية التربوية التي طالت العديد من المحافظات والعاصمة بغداد, بدعوة إعادة بناءها من جديد, نختار نموذج من هذه المعانات, في العاصمة بغداد أثارة لغطا في الشارع وعند وسائل الأعلام , ففي مدينة "شعلة الصدرين "في بغداد تم هدم خمس مدارس من قبل الحكومة بهدف أعادة بناءها, مرة أخرى, فاتورة البيروقراطية, والسجالات واختلاف الرؤى بين الوزارات دفعها الأهالي و الطلبة أنفسهم, واثر على برنامج المدارس المجاورة, بسبب زيادة الأعداد والنقص في المقاعد والكوادر التدريسية و غياب الدعم اللوجستي. إضاءة أمل نجدها عند الأهالي والناشطين قاموا بناء واحدة من هذه المدارس(مدرسة سعيد بن المسيب ) بعمل تطوعي ,لانتشال الواقع التربوي المزري الذي بانت ملامحه واضحة نتيجة عدم وجود مدارس كافية وظاهرة الدوام الثلاثي وانعكاساته على مستوى التعليم ,واقع المدارس المهدمة الباقية, نأمل من خلال هذه التغطية, ان تتنبه الحكومة ممثلة بوزارة التربية والالتفات الى أبناء هذه المناطق, التي همش اهلها, من قبل الانظمة السابقة, وما زالت تعاني وعانت الأمرين , والشروع بإعادة بناء المدارس المهدمة الاخرى , وتوفير كل مستلزمات نهوض العملية التربوية , وانتشال جيل من تهديد الجهل والمرض والجريمة, وصولا الى بناء عملية تربوية ترتقي الى اسم العراق وما يتمتع به من عمق حضاري , بلد استطاع أبناءه بعمل تطوي ونكران ذات , يستحق التقدير والاحترام لأنه أرسل رسالة اطمئنان الى العالم بان الشعب العراقي ورغم كل التحديات قادر على صنع الحياة والبناء.
مقالات اخرى للكاتب