يالغرابة الزمن وسوء حظ نيسان بين الشهور ففي يناير عيد الجيش وفي فبراير عيد الحب وفي مارج النوروز الا ابريل او نيسان اصبحت ايامه خالية بعد ان كان وعلى مدار 35 عاما (شهر الميلاد ) وكانت كعكات (ميلادك اشحلاته ) تنقل في سيارات شحن كبيرة (تريلات ) وتجبر المحافظات على تكوين وفود وارسالها الى تكريت مرورا بـ( العوجه )والاحتفال في الملعب على انغام (كاع البيها اصدام حسين تشور والله تشور ) وبما ان ابناء العم سام يملكون قدرا لاباس به من الخبث فانهم قرروا اسقاط القائد ونظام حزبه في شهر ميلاد (الحزب والقائد ) وحرمان الجمهور من الاحتفال في شهر الميلاد مدى الحياة بعد ان وصموه باعلان نهاية العمليات الحربية واسقاط النظام وقسموا العراق الى اكثر من ثلاثة فرق , الاولى تسميه يوم سقوط بغداد وتتباكي على المجد العربي الضائع وتشحذ همم وتستنهض قدرات رجالا امنوا بالقدر العربي والجهاد حتى بالمناكحة ليس من بصرى الى تطوان وانما من طورو بورو وهرات الى سبته ومليله ووهران وسيدي ابو زيد وتدفع بهم نحو العراق وسوريا بعد ان دفعت لهم دنانير ودراهم وريالات يشم منها رائحة النفط في خليجنا المناصر لكل ربيع عربي من مصراته الى ذيل العجل ولاتريد من هؤلاء المجاهدين الا تطهير العراق من كل اثر للاحتلال وحرقه على اهله بمفخخات وعبوات وكل الات الدمار لتطهيرهم .والقسم الثاني راى انه (يوم التحرير ) وبما ان التحرير جاء عبر الدبابات القادمة من الجانب الثاني للعالم فقد اطلق هذا القسم وتفاديا للاحراج لقيام الامريكان بالتحرير بالنيابة عنهم اسم (يوم سقوط الصنم ) وبالمناسبة كان الصنم عائقا بينهم وبين الحكم والكرسي وليس بينهم وبين الله وهذا فرق يجب تأمله جيدا لانه كل ما التصقوا بالكرسي ابتعدوا عن الله وثبت هذا على مدار سنوات عشر شهدت غرامهم بالكراسي ومجافاتهم لله . والقسم هم الذين دفعوا ثمن كيكة ميلاد القائد من جلودهم وعجنت بدموعهم والتهمت من قبل غيرهم وبسياط الخوف رقصوا على انغام ( العزيز انته ) .. نعم رقصوا مذبوحين في نيسانات ماضية وسط اهوال حروب وحصارمدمر لكنهم لم يقفوامشدوهين او يرقصوا مذبحوين او حتى فرحين في هذا النيسان الفاصل في 2003 . لقد حذو حذو ذاك الذي وقف على التل وانتظر من ينتصر ومن يقتل لعلمهم انه صراع الاقوياء من اللصوص بعد الاختلاف على الغنائم مطبقين نظرية ( لا فرح بالاتي ولاحزن على غادي) وجل امالهم وامانيهم ان يكون الاتي افضل من الآفل وحتى هذا لم يحصل عدا اللهم انه عفا عنهم بضرورة الرقص في نيسان احتفاءا بالمولد ودفع قيمة كعك الميلاد لكن كل الامر بقى على حاله ماعدا ان (الكاع التي بلعت صدام حسين ) اصبحت ماتشور .فيا لتعاسة نيسان ويالسوء حظنا فيه .
مقالات اخرى للكاتب