شعرت بحنين جارف لاحياء مدينتي العزيزة بغداد وطاوعتني نفسي الامارة بالسؤ ان اطوف احيائها واتجول في
ازقتها الجميلة على حد علمي سابقا , وابتدأت جولتي من شارع الرشيد المسجى وهو يعاني من موت سريري فشارع النهر وسوق الصفافير , مرورا بالمتنبي وساحة الميدان والاعظمية والمقبره الملكيه ثم لففت دائارا على شارع الكفاح فالصدرية فابو سيفين وابو دودو وشناشيلها الجميله وباجة الحاتي فسينما الفردوس والنهضة وشارع النضال والسعدون وساحة الطيران والتحريروالباب الشرقي ثم ساحة الاندلس فبارك السعدون وتذكرت ساعتها عربات الخشب وهي تجرهاالخيول في الاعياد من ساحة الطيران باتجاه بارك السعدون , اخذني الحنين لاغنية قديمة مرت بخاطري وذهبت لسلمان باك(( المايزور السلمان عمره خساره)) المقصود به سلمان باك , ثم عدت للرحمانية والعلاوي ومحلة الذهب والشالجية فالعطيفية مرورا بلكاظمية المقدسه ومقبرة السيده زبيده , الجولة اكسبتني الكثيرمن المشاهدات التي احزنتني واتعبتني كثيرا لمرآها وما حل بتراثها العريق ونكهتها البغدادية الاصيلة من كثرت المتجاوزين عليها بالرغم من مساحتها الواسعه, وبيوتها الايلة للسقوط وخاصة منطقة
الفضل وانتشار القوارض فيها , ثم عرجت لمركز بغداد البديل منطقة الكراده مرورا بشارع الخيام عن طريق شارع ابي نؤاس , وكيف ان واجهاتها غطت معظم الابنية البغداديه بالواجهات التركية الحديثة بعد ان عممت امانة بغداد ذلك باصدار التعليمات الملزمه لاجبار اصحاب البنايات الواقعة على الشوارع التجارية , منظر جميل
عند مرآه ولكنه سرق تراث وجمال ونكهة بغداد الحبيبه , ان المحافظة عليه من مسؤولية امانة بغداد وعليه ان تكون حازمة في قراراتها للمحافظة على الروح البغداديه وان تعيد لمبانيها تلك النكهة الاصيله كما فعلت سابقا
في جانب الكرخ بالقرب من بناية وزارة العدل والحكم المحلي سابقا عندمااستملكت البيوت التراثية القديمة واحالتها الى اماكن جميلة بعد ان اعادة لها وبايادي عراقية مبدعه تلك النكهة . ان اصدار قرار الامانة العامة لمجلس الوزراء بالتوقف عن عمل الواجهات بالمستورد التركي قرار في محله ولو انه جاء متأخرا , نطالب من الجهات التنفيذيه ان تفعل هذا القرار ومتابعة تطبيقه لتحافظ على روح بغداد وتعيد لها وجهها المشرق على المتبقي منها على الاقل لنستذكر المقهى البيروتي ومقهى ام كلثوم ومقهى الشابندرواماكن اخرى رائعة أكل
الدهر عليها وشرب كما حافظنا على المتحف البغدادي والمستنصرية , وننشىء مطاعم خاصة للاكلات الشعبية البغادادية القديمة ( كالباجه , والباقلاء بالدهن الحر , وقيمر السده , والدولمه الملفوفة بورق العنب, والسمك المسكوف ) واحياء شارع ابي نؤاس التراثي الرائع لتكون مزارا
يحتفي به السياح عند زيارتهم لبغداد الحبيبه , لنساهم ببناءها واعادة مجدها بعد ان دمرته يد العابثين والمخربين
وملؤا ساحاتها بدخان اسود مشبع برائحة الدم والبارود .لنعيد ماسرق منه من تراث تحت مسمى التطوير .
مقالات اخرى للكاتب