كان واضحا ان التوجس سيكون سيد الموقف في حال أراد الفصيلين الشيعيين المجلس الاعلى والتيار الصدري التحالف من اجل تشكيل الحكومة القادمة لأن الابعاد الايديولوجية بين الطرفين كثيرة وتحتاج الى تدعيم وترصين الثقة بشكل لا يمكن ان يتهرأ لمجرد ان يمضي على اتفاقهما الشهر او الشهرين باعتبار ما كان من سابقة سياسية بينهما، ولا نريد هنا ان نفتح جروح الماضي لغرض تأزيم الوضع بينهما بل نريد ان يكون التفاهم والوئام قائم بين الطرفين ونتمنى ان يكون الود والتسامح عماد اتفاقاتهما من اجل العراق وشعبه .
الحديث عن الموضوع يجب ان يكون واردا ومتداولا ولا نخفي الجراح او اخطاء الماضي لأننا لا نريد اتفاقا هشا يعصف بالعملية السياسية برمتها في أول شوط لها وهو ما يؤدي الى انتكاسة سيكون الخاسر الوحيد فيها هو الشعب العراقي وكلنا نعرف ان في كلا الطرفين هناك حمائم وهناك صقورا وقد تلعب المشاكل التاريخية دورا كبيرا في تأجيج ونبش جراح مضى عليها الزمن خصوصا وان التهور من قبل بعض المليشيات لم يندثر بعد ولا زالت فوهات بنادقهم مرتفعة وعلى وفق ذلك لابد من ان يحسب حساب لكل شيء .
اليوم تسربت معلومات عن ان بعض القيادات في كتلة المواطن مترددة من قضية التحالف مع السيد مقتدى الصدر بسبب الاضطراب الذي يعانيه التيار الصدري بشكل عام ولا ننسى ان السيد مقتدى في الفترة الاخيرة نزع عنه صفة القائد للتيار أو الاهتمام بأي جهة ونفى ارتباط أي جهة به و باسم آل الصدر وقد منعهم من ذلك بشكل علني وهذا الامر حصل لاكثر من مرة مع التيار الصدري وقائدهم السيد مقتدى وهذه الحالة من التردد وعدم الثبات على موقف معين يدفع الكثير من الشكوك في نفوس عدد من قادة المجلس الاعلى المخضرمين الذين يعرفون مسارات ودروب السياسة العراقية خصوصا وانهم خاضوا العمل السياسي في زمن المعارضة ولهم تجربة مريرة على مستوى الحركات والاحزاب السياسية في المهجر و يريدون ان يقعوا في مطب الانحدار السياسي في اتفاقات قد تتناثر في أي لحظة خصوصا وانهم في مرحلة حكم وليس مرحلة معارضة فيها مساحة من المناورة ، فهنا قيادة دولة وشعب ووسط سياسي اقليمي ودولي لا يحتمل الانهيار .
مقالات اخرى للكاتب