لحم الحمير , اكلت منها، اكثر من مرة , لكن متى ؟ , لا اعلم على وجه التحديد , ولحمها مختلف عن بقية اللحوم الاخرى ! . وممكن تحديد الفارق : ان الاولى يكون لحمها قوياً تقريباً , وعسير الهضم ولا ينضج بالسرعة المطلوبة , والثاني , اعني لحوم الأغنام والابقار, فهو بالعكس من الاول تماماً . اما بخصوص فوائد لحوم الحمير, فأن لها فوائد جمة، كونها تحمل بروتينات عالية، وسعرات حرارية ايضا عالية , ليس ( عالية نصيف ) عضو البرلمان العراقي التي ظهرت في بعض وسائل الاعلام وهي تقذف احد النواب الكورد بقناني الماء في مشهد مسرحي مضحك. المهم , ان اللحوم الحمراء معروفة بفوائدها الطبية , وليس من اختصاصي شرح ذلك، والشيء بالشيء يذكر , اذ ان الطبيب منع صاحب هذه السطور من تناول اللحوم الحمراء , بسبب ان عنده لزوجة في الدم . وبهذا حرمه من تناول لحوم الحمير الشهية التي له بها خبرة طويلة , وكاد ان يكون (شيف) مختص في اعداد وجبات مختلفة يستخدم فيها انواع من هذه اللحوم، ومن مناشئ محلية. قبل يومين اثنين , قرأت خبراً في احدى وسائل الأعلام المصرية , ان الجهات الرقابية في مصر القت القبض على عصابة مختصة بذبح الحمير وتحويلها الى سوق اللحوم . وقد قبُض على هذه العصابة وهي متلبسة بالجرم , حيث كانت بحوزتها احد عشر حماراً مسكين , ذبح بطريقة بشعة، بلا جناية أرتكبها , ولا ذنوب فعلها , وتم سلخ جلودها , وجُهزت كصفقة للأسواق الشعبية ( بتوع الغلابة ). ولم تكن تعلم , هذه العصابة ان الجهات الرقابية كانت لها بالمرصاد . ونحن من جهتنا , في العراق، نتساءل: هل هذه العصابة ستدفع رشوة مالية , من الجنيهات , وتفلت , زي الشعرة من العجين , ام ستأخذ جزائها العادل , بحسب القوانين المصرية المعمول بها؟ . مثلما يجري الآن في العراق, آلاف جرائم الفساد، بكل انواعها، وصنوفها , فلا يُحاسب مرتكبوها ! , بل ان كل جهة تغض النظر عن نضيرتها , فتكون هناك قواسم مشتركة بين الفاسدين والمفسدين , مشتركين في هذه الجرائم التي يكون ضحيتها المواطن , بلا ادنى شك . اما جرائم الغش وغيرها فيدفع مرتكبوها مبالغ نقدية , ويخرجون كأنهم لم يفعلوا شيئاً .قبل خمس سنوات , تقريباً القت الرقابة على عصابة في بغداد , ايضاً تذبح الحمير وتبيع هذه اللحوم على اصحاب المطاعم , ولا ندري مصيرهم , فيما بعد: هل قدُمت هذه العصابة للقضاء العراقي ام دفعوا رشاوى وخرجوا ؟.ويومها كتبت مقالاً في هذا الخصوص , ادنت فيه هذه الظاهرة اللا انسانة , واللا أخلاقية . ونشر المقال من على هذا المنبر الشريف . والكرة الآن في ملعب وزارة الصحة، لتشرح لنا فوائد لحوم الحمير، حتى تقبل الفقراء على شرائها، وتقلع عن بقية اللحوم التي ارتفع سعرها للستار
مقالات اخرى للكاتب