Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
ياطيور الطايرة مـُرِّي بهلي.
الأربعاء, أيلول 9, 2015
فالح حسون الدراجي

عندما خرج الشاعر الكبير زهير الدجيلي من (نگرة السلمان) بعد عام من نجاح ثورة الرابع عشر من تموز، تلك الثورة المضيئة التي قادها الشهيد الخالد عبد الكريم قاسم، إنغمر في أنشطة الحياة المختلفة، شعراً وصحافة وسياسة وحباً، لا سيما وأن الدجيلي وقتها فتى وسيم، مكتنز بالشباب والموهبة والوطنية العالية، لكن الرجل غادر الى الكويت هارباً بعد سنوات قليلة، أثر الإنقلاب البعثي الدموي في الثامن من شباط عام 1963 الذي دمر البلاد والعباد، فأستقر زهير في الكويت، وراح يعمل في مؤسساتها الإعلامية المختلفة. لكنه لم يبق طويلاً في الكويت، فقد مكث فيها سنوات معدودة لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، ليعود الى بغداد، مستثمراً أول فرصة إنفراج سياسي تحصل في العراق..

إن الشيء الذي أردت قوله هنا، أن الدجيلي الذي لم يستغرق زمناً في هذه (التغريبة) أكثر من خمس سنوات، كتب فيها أروع ما كتب، وقيل في غنائيات الغربة، وفي لهفة الشوق والحنين الى الوطن والأهل والأحباب. لقد كتب زهير الدجيلي في الكويت رائعته الخالدة: (ياطيور الطايرة مُري بهلي) التي منحها الكبير كوكب حمزة بعداً جمالياً وإنسانياً وفنياً عالياً، فسكب في مفاتنها كل ما في روحه من حب عارم، وإبداع موسيقي تلحيني كبير، وكل ما حمل وجدانه العاشق من شوق لعراقه الأحلى والأغلى.. فكان مطلع السبعينيات من القرن الماضي موعد إنطلاق (طيور) زهير الدجيلي نحو سماء أهله، وهو أيضاً موعد شروق شمس كوكب حمزة التي (ضوَّت) البيوت الفقيرة الطيبة. وكان لسعدون جابر موعد مع هذه الطيورالبيض، ومع هذه الشمس الحمراء. إن أغنية (ياطيور الطايرة) ملحمة مذهلة من ملاحم الجمال، والصياغة الشعرية الفنية المختصرة، وهي سمفونية شعبية ناطقة من سمفونيات الوجد العراقي المترجم بموسيقى، وإيقاعات ومناخات، وخيالات مدهشة. وفي ذات الوقت فهي قصة من قصص الشجن والبوح العاطفي المجنون لكل ما في دواخل الإنسان من ظمأ لماء بلاده، وضوء بلاده، وعشق دياره البعيدة، وهي لوحة سريالية مجنونة، يصعب رسمها حتماً، من قبل أي رسام آخر غير زهير الدجيلي، أو كوكب حمزة!!

في زبدة المقال أقول: إذا كان زهير الدجيلي قد كتب الطيور الطايرة بكل وجعها، ودموعها، وعشقها، وشوقها الجنوني، أثر غربة خمس سنوات لا أكثر، وفي أرض الكويت التي لا تبعد عن البصرة، أو الناصرية اكثر من (شربة جگارة)، فماذا سيكتب من (طراگيع)، لو جاءنا اليوم ورأى هجرة أبنائنا الى (أي بلاد كانت)، وفي أية وسيلة كانت، وبأي ثمن كان.. وماذا سينزف من أغنيات ذابحة، لو رأى كل هذه العذابات، والهجرات المجنونة التي باتت منقذاً وحيداً للشباب اليائس من الوطن والحكومة..

وهنا أتذكر طرفة حدثت لوالدي وعمي اللذين (هاجرا) من ديارهما في مدينة العمارة، الى ناحية كميت، في منتصف ثلاثينيات القرن الماضي، وقد كانت هذه (الهجرة) قسرية، بسبب ظروف الحياة والعمل في ذلك الزمن المعيشي المُر، وهنا تنقل عمتي رحمها الله هذه الطرفة التي لها معنى عظيم في نفوسنا، حيث تقول بأن والدي، وبعد مرور شهر واحد فقط على (لجوئهما) الى ناحية كميت قد إختلف مع عمي على قضية معينة، وأراد أبي أن يقسم لأخيه يميناً عزيزاً عليهما، فقال له: شوف خويه أكريم:-

وحگ هاي غربتنه الزرفت چلوتي زرف.. مارحت لفلان ولا شفته وداعتك!!

لاحظ عزيزي، كيف يقسم والدي بغربتهما التي (زرفت چلوته زرف)، وكأن هذه الغربة قد حصلت لهما منذ عشرات السنين، او كانهما مهاجران الى بلاد الواق واق الأسطورية البعيدة، وليس الى ناحية كميت التي لا تبعد عن (موطنهما) العمارة أكثر من شبرين ونص، وأربع سنتمترات !!



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44828
Total : 101