من المتعارف عليه في مجال الطيران والتعامل مع المطارات ،ان يكون كل شيء بمستوى عال من الدقة من حيث توقيتات الإقلاع للطائرات والسرعة في الطيران وتوقيتات الوصول ، عدا ما تفرزه العوامل الجوية غير المحسوبة او المفاجئة ،ويعتمد ذلك على الفرق الفنية التي تقوم بفصح الطائرة للتأكد من صلاحيتها في الإقلاع اذ ان الامر شبية بدقة صلاحية استخدام الادوية في العلاج ، أي ان الخطأ مرفوض مهما قلت نسبته ولذلك في صناعة الادوية ليس هناك خطا مقبول ، وبالتالي فان أي خطا مرفوض في مجال الطيران لعلاقته بحياة الناس ، وهذا يفرض على شركات الطيران الفحص الشامل والدقيق للطائرات قبل الإقلاع حفاظا على حياة المسافرين ، وما حصل للطائرة الروسية ليس اول حادثة بل الحوادث ليست قليلة ، الا ان الربط بين حادث الطائرة الروسية ومشاركتها في شن حملة واسعة لضرب داعش في سوريا ، وان اعلان المجموعات الإرهابية دا عش وما يدخل ضمن تصنيف هذه الجماعات الإرهابية بانها هي من اسقط الطائرة هو ادعاء بعيد الاحتمال ، كما يقول بعض الاختصاصيين لان الطائرة على ارتفاع ليس بمقدور داعش التكمن من إصابة الطائرة ، ورفض الرئيس الروسي بوتين اية تأويلات منتظرا ما ستسفر عنه التحقيقات الرسمية ومراجعة محتويات الصندوقين الذين يقال ان احدهما ليس كما يجب ويحتاج الى الإصلاح.. لكن هذا الحادث تم استغلاله استغلالا سيء من قبل الاعلام الأجنبي وبعض الاعلام العربي الموغل في الدعاية لدا عش معبرا في ذلك عن مواقف الدول التي ينتسب اليها هذا الاعلام حيث يسارع هذا الاعلام في نشر مشاهد القتل البشع الذي تقوم به هذه الجماعات ويطلق على تمردهم الثورة وعلى الإرهابيين الثوار ، وفي ذات الوقت تدعي أمريكا التي بانها تقود ما يسمى بالتحالف الدولي وعلى مدى عام كامل لم تفعل شيئا بل ان دا عش يتمدد ويقوى يوما بعد اخر ، انه ضحك على الذقون حث تستغل أمريكا اذعان بعض الحكام في بعض الدول الإقليمية للإدارة الامريكية بشكل جعل هذه الحكومات تتخذ موقف الصمت وهي تعرف الحقيقة لكن السيد الأمريكي يريدها كذلك ، وليستغل ضد المشاركة الروسية الفاعلة ضد الإرهابيين ، حيث جاء حادث الطائرة الروسية ممهدا للتأويلات . وعلى هذا النهج بدء الاعلام العربي والاجنبي بالحديث عن هجمات محتملة لداعش تستهدف الروس ، وهناك من يتساءل اذا كانت هذه الجماعات الإرهابية تستهدف من يقوم بتوجيه الضربات اليها، فلماذا لا تستهدف طائرات ما يسمى بالتحالف الدولي ، واذا كان صحيحا ان الطائرة الروسية كان اسقاطها بفعل ضربة بصاروخ من داعش ، او تفجير داخل الطائرة وهذين احتمالين مازالا مستبعدين من الدوائر الرسمية ، هل يحق لا احد ان يتشفى بقتل الأبرياء والحديث بتهكم ، بالتأكيد لا يصح ذلك ، الرعايا الروس على متن الطائرة أناس أبرياء كان سبب وجودهم على الأراضي المصرية لاغراض السياحة ، بينما الارهابيون يقتلون الناس ويحرقون كل شيء ، والفراق واسع شاسع بين الحالتين ، واذا ثبت ان الحادث إرهابي ومن دا عش ، فان روسيا دولة قادرة على الاخذ بثأر رعاياها الأبرياء، والسؤال الذي يطرحه البعض وكما قال اخر ان داعش يحاربها الكون ، فكيف تقوى ولا تضعف الا في حدود الضربات الروسية التي قلبت موازين داعش ورغم ذلك استلم الإرهابيين أسلحة حديثة ، هل حائت من السماء، المحيطين بسوريا دول معروفة وما يؤكد تورط الناتو هو وجود أسلحة إسرائيلية وادوية واسلحة صناعة تركية ، كما يعالج جرحى الإرهابيين من داعش واخواتها في المستشفيات التركية وبتمويل خليجي من دولة نفطية كبيرة ومعروفة ومن دولة تريد ان يكون لها كيان دولي وهي دويلة صغيرة ، اصغر من اصغر قضاء عراقي لكنها تملك ثروة معدنية مكنتها من الارتباط بالغرب ، ويعلق احد الكتاب على هذه الدولة بقول او مثل عراقي – عدو المضايف اتنحنحت الكواخه _ ويعني القول ان الكوخ لا يصل الى مستوى المضيف لكنه تنحنح حيث ان الكوخ يرغب بان يعد كا لمضيف ، وبمعنى اخر ان هذه الدويلة من الصغر كثير عليها هذه المشاكسات وعليها احترام حالها والالتفات الى شعبها وان لا تطمح ان تكون بمستوى الدول الأكبر منها، ان حادث الطائرة الروسية حادث ماساوي لا يجب استغلاله لاغراض سياسية.
مقالات اخرى للكاتب