Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
عقلية الأسوار والجسور!!
الأربعاء, شباط 10, 2016
د. صادق السامرائي

لكي تصنع الحياة عليك أن تمد الجسور لا أن تبني الأسوار وتحفر الخنادق , والمجتمعات التي تجهل مهارات مد الجسور تعيش في مأزق حضاري خطير يهدد مصيرها , ويقضي على عناصر ديمومتها وقدرات تواصلها تحت الشمس.
ولكي نعبّر عن الحياة المعاصرة لا بد لنا من المشاركة في بناء جسورها , وإطلاق التفاعلات الإمتزاجية التواشجية القادرة على إنجاب الأصيل المتميز , المُطوّر لمسيرة الإنماء والرقاء الإنساني المتنوع الألوان والمكنونات.

والجسر رمز التفاعل ما بين حالتين تفصلهما حركة جارية وقوة مانعة , لكن إرادة الحياة تتغلب على الموانع والمعوقات , وتبني جسرا للتواصل والتحقق والتخلق والبناء والعلاء , والتقدم إلى ضفاف أخرى ذات آفاق مطلقة واعدة بالرائعات.

والمجتمعات القادرة على إقامة الجسور هي المجتمعات الحية المتطلعة إلى المعاني السامية والقيم العالية.

والملاحظ أن الدول المتقدمة تجتهد في فنون ومهارات وخبرات ومبتكرات عمارة الجسور المتنوعة في مجتمعاتها وما بينها والمجتمعات الأخرى.

فالحياة القوية الحرة الصحيحة تتجسد بجسور الضم والتلاحم , لا بأسوار وخنادق العزلة والتصندق والتقوقع والتأسن والإندحار , والتمترس خلف مانعات الرؤية والتفاهم والتبصر والتعقل والأمل.

ويبدو أن عقيدة وثقافة وداء وإضطراب حفر الخنادق وبناء الأسوار , أصبح وباءا مستوطنا , حتى صار من العسير على أية حركة أن تمضي إلى الأمام , لكثرة الأسوار والخنادق والمصدات والحفر والعثرات الفكرية والنفسية والمعتقدية , وما تلده من ضلال وبهتان.

فأسرى الكراسي يحفرون ويتسوّرون , ويعبّرون عن مذاهب وسلوكيات الحفر والتمترس خلف الأسوار في نشاطاتهم كافة , سواءا كانت سياسية , ثقافية , إجتماعية أو دينية , وما رأينا الذين ينادون بردم الحفر والخنادق وهدم الأسوار وبناء الجسور.

فلا يوجد مَن يصرّح بأعلى صوته أن هيا لبناء الجسور , ولا مناديا ينادي أن الحياة تتأكد وتكون بمد الجسور , لا بحفر الحفر والخنادق والوديان وإقامة الأسوار , إلا فيما قل وندر .

فالمجتمعات الحية القوية الواعدة هي التي تبني جسور المحبة والأخوّة والإحترام والتقدير , وإعلاء قيمة الإنسان وإعتداده بحرية رأيه ومعتقده.

إن الجسور هي طريقنا الوحيد للإمساك بضوء الحياة وطاقات الصيرورة والإرتقاء , فإذا لم نردم الحفر ونهدم الأسوار ونبدأ ببناء الجسور , فأننا جميعا سنساهم في دفن الوطنٍ في مقبرة عجزنا الحضاري.

وهذه دعوة للمجتمع لوعي " إضطراب حفر الحفر والخنادق وبناء الأسوار" , وهو سلوك بدائي أوّلي مارسته البشرية في العصور المتوحشة الظلماء , ولا تزال آثاره تشهد على تلك الأيام البلهاء.

ويمكن الشفاء منه بالإنطلاق الجاد الصادق والواعي نحو ثقافة وعقيدة بناء الجسور, ومدها بين جميع الأطياف والألوان , ولا سيما ونحن في عصر التواصل البشري العولمي , الذي يخترق الحواجز ويتسرب إلى أعماق الحياة بتفاصيلها ومفرداتها الإنسانية المتأكدة فوق التراب.

فشيدوا الجسور واردموا الحفر والخنادق والترع واهدموا الأسوار , لكي تشرق شمس الحياة ونبتسم لبعضنا , وننقي نفوسنا من وباء التمترس السلوكي المستطير, ذلك الداء الذي لا بد من مكافحته بالمضادات الحيوية والعلاجات اللازمة , وبإدخال الكراسي في ردهة الطوارئ الحضارية والوطنية , لكي تتخلص من هذا الوباء الفايروسي الخطير , الذي أزمن في أبدانها المتأسنة بالخسران والفساد الوخيم!!

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.41748
Total : 101