إقصاء الإخوان خليجيا

أصدرت وزارة الداخلية السعودية في بيان لها في 7 مارس 2014 تعتمد فيه قائمة للجماعات الإرهابية، تضم داعش والنصرة والإخوان وحزب الله السعودي والحوثيين، وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وتنظيم القاعدة في اليمن، وتنظيم القاعدة في العراق. وأضاف البيان أن تلك اللجنة نص عليها الأمر الملكي الذي أصدر في بداية شهر فبراير 2014 والذي تضمن تجريم المشاركة في أعمال قتالية خارج المملكة.

حظر الجماعة في مصر

قضت محكمه القاهره للامورالمستعجله في 23 سبتمبر 2013 بحظر جميع انشطه تنظيم ألاخوان ألمسلمين وألجماعات ألمنبثقه عنه وجمعيته واي مؤسسه متفرعه عنه أو تابعه للجماعه أو تتلقي منها دعما ماليا، والتحفظ على ممتلكاتها والأرصدة المصرفية للأشخاص المنتمين إليها. وكانت جماعة الإخوان المسلمين التي تأسست منذ 85 عاما تم حلها بحكم قضائي طعن في قانونية نشأتها في عام 1954 لكن تم تسجيلها فيما بعد كمؤسسة خيرية في مارس 2013 ردا على دعوى قضائية مرفوعة من خصوم شككوا في وضعها القانوني.

وبناء على هذا القرار تم محاصرة الإخوان كجماعة إرهابية و مصادرة أموالها وعقاراتها وجمعياتها والمطالبة بتسليم الإخوان الهاربين خارج مصر. ماعدا الدول العربية فالقرار ممكن تفعيله داخل الدول الاسلامية الاعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي ايضا الموقعة على قرار مكافحة الارهاب المماثل الى قرار الجامعة العربية 1998. فمنذ نشوء الحركات الإسلاميَّة في مصر وهي تمثل تحديًا كبيرًا للسلطة الحاكمة منذ عهد الملك فاروق نظرًا لمنظومة المصالح الشخصية المحلية والإقليمية والدولية، وتعاملت معها السلطة الحاكمة - وبدعم من الغرب والشرق - وكأنها الخصم.

روسيا تدرج الجماعة في قائمة الارهاب

كانت روسيا قد ادرجت الاخوان ضمن قائمة الارهاب في خطوة جريئة عام 2002، ولهذا لم يتم استقبال المخلوع رسميا فى روسيا ولم يستقبله فى الكريملين لأنه ينتمى إلى جماعة إرهابية وفقا للقرار الروسى. وكانت المصادر الروسية قد اشارت الى ان معلومات إستخبارية روسية اكدت أن دلائل قاطعة قد توافرت لديها من تورط الاخوان بعمليات ارهابية ضد روسيا في الشيشان.

صعود الاخوان في "الربيع العربي"

شهدت المنطقة العربية ومنها الخليج العربي حالة من الفوران الاسلامي في اعقاب "ثورات الربيع العربي "2011، لتدفع الاخوان والسلفية بالصعود الى السلطة. لقد توفرت الى الاحزاب الاسلامية الامكانيات المالية مما جعلها تحصل على وسائل الدعم الدعائي الاعلامي والوصول الى المؤسسات التربوية ومنها الرسمية وغير الرسمية وتتجاوز تركيباتها التنظيمية الى محاولاتها باسلمة الشارع الخليجي من خلال ورش العمل والمنتديات والمحاضرات والمنشورات. والملاحظ ان عدد وكم الفضائيات الاسلامية السياسية في المنطقة قد تضاعف الى اكثر من عشر مرات عن عدد القنوات الفضائية ماقبل الخمس سنوات الاخيرة. استغلت مجموعات الاسلام السياسي والمجموعات الاسلامية الاصولية الديمقراطية لتحقيق أهداف سياسية حزبية اكثر من ماجاء في خطابها الديني "دعوتها الاسلامية" أما الجمعيات الخيرية وجمع التبرعات فقد خسرت قيمتها الحقيقية من خلال ارتباطها بالمجموعات الاسلامية الاصولية، والجهادية المتطرفة وشوهت صورة الاسلام الحقيقي .

إن تداعيات "الربيع ألعربي" مازالت تدفع بنتائجه الحماسية في مناطق خارج معاقل الدول الشمولية في المنطقة وان دول الخليج العربي باتت هدفا الى شبكة الاخوان والى من يمسك بهذا التنظيم الدولي. رغم ان دول مجلس التعاون الخليجي لا تنطبق عليها اسباب ودوافع "ألربيع العربي" لما تتمتع به من شفافية .

إقصاء الإخوان خليجيا

لم تكن المرة الاولى ألتي تعلن بها دولة الامارات عن مسكها بتنظيمات أخوانية نشطة واجنحة عسكرية تعدت مستوى الخلايا. لقد اصبحت وسائل واساليب عمل الاخوان مكشوفة في الامارات وفي الخليج ، فما يقوم به الاسلام السياسي والاخوان تحت يافطات الاصلاح والعمل الشعبوي والعمل "الخيري" اصبح مكشوفا.

كشفت مصادر كويتية عزم الحكومة على إقصاء أعضاء بعينهم من جماعة الإخوان عن مراكز ودوائر صناعة القرار، وأفادت التقارير الاعلامية، إن" السياسة الجديدة التى بدأ العمل بها وتطبيقها فى عدد من المؤسسات والأجهزة الحكومية، تأتى تنفيذا لقرار خليجى تم التوصل إليه والاتفاق عليه خلال اجتماع ضم مسئولين رفيعى المستوى فى دول مجلس التعاون الخليجى"والذي يقضى بإبعاد رموز وأعضاء الجماعة عن المواقع القيادية والمناصب ذات الطابع الحيوى فىالمؤسسات والأجهزة الحكومية فى الدول الست", مشيرة إلى أن الكويت أبدت التزامها التام بتنفيذ وأشارت كذلك إلى التدخل السافر الذى مارسته جماعة الإخوان فى شؤون عدد من دول مجلس ألتعاون الخليجى- لا سيما السعودية والإمارات والكويت .ومن المرجح ان تلتحق الكويت بهذا القرار، رغم دورها الوسيط مع قطر.

قطر

شهدت قطرانتقال السلطة من الامير حمد ال ثاني الى ابنه تميم ال ثاني في 24 يونيو 2013 لتغيرصورة الانقلابات التي شهدتها قطرسابقا ابرزها عام 1972و1995.أنتهجت قطر في العشر سنوات الاخيرة الماضية السياسة الناعمة للتغلب على مشكلة تحديد دورها في المنطقة خليجيا واقليميا للخروج من عقدة العباءة السعودية والتهديدات الايرانية بايجاد علاقات دبلوماسية مع جميع الاطراف. تعاني قطر من عقدة جوارها مع السعودية حيث سبق وان اجتاحت القوات السعودية مخفر الحفوس القطرى الحدودى عام 1992 .

في ضوء تحضيرات أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تسلمه الحكم من والده في 26 يونيو 2013 ، وفي ظل ترحيب خليجي بانتقال السلطة إليه وتساؤلات حول السياسة القطرية القادمة. مازالت قطر تمسك بتنظيم الاخوان المركزي لاسيما ان الامير الجديد وصف بانه مولع في الاخوان وهذا يعني استمرار سياسة قطر الاخوانية دون تغيير. وتعتبرقطر البوابة الخليجية الاولى التي شهدت هجرة الاخوان الى الخليج ضمن باب العمالة الاجنبية. أنتهجت قطر في السنوات الاخيرة السياسة الناعمة للتغلب على مشكلة تحديد دورها في المنطقة خليجيا واقليميا. وتستضيف قطر أهم بنية تحتية عسكرية أمريكية في عموم المنطقة وفيها يوجد المقر الميداني للقيادة العسكرية المركزية للمنطقة الوسطى من العالم CENTCOM وكانت قد انتقلت العسكرية المركزية إلى قطر عام 2002 ، ومقرها قاعدة العديد .

خطاب القرضاوي

أثارت خطبة يوسف القرضاوي في 25 يناير 2014 وما اعقبتها من خطب من منبر الدوحة واتهاماته للإمارات ردود فعل عربية واسلامية. وكان رد فعل ضاحي خلفان بأن القرضاوي شيخ فتنة ولا مكان له في الخليج. وأكد ضاحي خلفان كذلك أن أمن الخليج مهدد من أشخاص مثل القرضاوي الذين دمروا أمة محمد، وخاطبه قائلا "ما تفعله يا قرضاوي عيب، نحن وقطر أهل من قبل أن تطأ قدماك أرض الدوحة".

اما معهد واشنطن فقد أكد، أن يوسف القرضاوي أشعل حربا طائفية جديدة بين الدول الإسلامية السنية وبعضها البعض، بعد أن اتخذ من قطر قاعدة لإطلاق الفتاوى المتطرفة التي تؤجج العنف بين المسلمين.  وأكد "ديفيد شينكر" مدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن، أن القرضاوي أصبح رمزا لإشعال الصراع الديني في العالم الإسلامي.

تداعيات إدراج الجماعة على قائمة الإرهاب :

إعلان حرب على التنظيمات المتورطة بعمليات ارهابية.

تعزيز سياسة الامير محمد بن نايف الجديدة في رسم إستراتيجية جديدة لمكافحة الارهاب، مستفيدة من التجربة الاوربية والولايات المتحدة في مجال اعتماد التشريع اساس في مواجهة جذور الارهاب وللمدى البعيد.

تعزيز الأمر الملكي الذي أصدر في بداية شهر فبراير ا2014، والذي تضمن تجريم المشاركة في أعمال قتالية خارج المملكة.

إعادة رسم خارطة تحالفات المنطقة، من قبل لاعبين اساسيين وهي الولايات المتحدة وألمملكة السعودية.

تحجيم دور تركيا وقطر التان تتزعان الإسلام السياسي.

دفع جماعة الإخوان في غزة والأردن واليمن والعراق وسوريا وشمال افريقيا، بأعادة تنظيم تحالفاتهم او التمترس لمواجهة التحديات.

إعادة هيكلة الاحزاب الاسلامية ليس في مصر بل في دول المنطقة وتفكيكها واعادة رسم خارطة مع قياداتها ا محاولة منها للتخلص من أزمتها السياسية والتنظيمية .

حركة تنقلات وتشكيل احزاب جديدة ومنظمات مجتمع مدني يمكن للجماعة ان تنشط من داخلها.

احتواء ألاحزاب السلفية التقليدية الى قيادات الجماعة سياسيا بالتوازي مع دعم السلفية الجهادية من خلال القيام بعمليات ارهابية.

إختفاء بعض الأحزاب الصغيرة من الاسلام السياسي والمحظورة .

تظل الجماعة المحظورة تعمل في السر .

تواصل الجماعة نشاطها "الدعوي".

تهميش الإخوان في المعارضة السورية و المجلس الوطني.

خروج الجماعة من المعادلة السياسية في المنطقة.

سوف تشهد المنطقة اعتماد دول خليجية ودول اخرى لهذه الخطوة.

ستضرب بمكانة قطر وإستثماراتها الخارجية اقليميا ودوليا.

قدم الاسلاميون نماذج للاستبداد السياسي الديني في الدول التي انفردوا بها، فلم يتداولوا فيها السلطة مع غيرهم وما حصل في مصر يوم 30 يونيو 2013 كان افضل مثالا، لتنحصر طروحاتهم حول اللباس واللحى والحجاب وفقدت النموذج في الاسلام السياسي والعنف.

إن إعتماد الجماعة تنظيم إرهابي قد اختصر الطريق امام المملكة العربية السعودية ودولةالامارات العربية في سياستها الجديدة التي تدعو مكافحة الارهاب والقاعدة وتنظيم الاخوان الذي تحول الى تنظيم"جهادي" في اعقاب حظره من قبل المحكمة المصرية. وتعتبر خطوة لمعالجة تهديدات الارهاب من جذورها من خلال شرعنة الخطوات والسياسات التي لا احد يختلف عليها، بل ممكن ان تكون ملزمة في بعض الاحيان ان تم تفعيلها من خلال العلاقات الثنائية او المنابر الدولية والاقليمية. هذه السياسة ممكن ان تقلص مساحة التنظيمات القاعدية والارهاب في المنطقة ، ما تحتاجه هو الاستمرارية والدعم.

*باحث في مكافحة الإرهاب والأستخبار